============================================================
كذلك التالي لم يبلغ مرتبة السابق ، فبقي ناقصا عن مرتبته ، وهذا موجود في جميع الأزواج ، لأن الذكور ايدا تكون أكمل وأشرف ، والأناث تكون انقص ، وكالسماء والارض فان السماء في موضع الذحر، والارض في موضع الأنشي ، والسماء اشرف من الارض وأكمل ، والارض أتقص من السماء . هذا قوله : ونقول: قول صاحب النصرة ان مرتبة السابق أعلي مرتبة من الشاني قول صحيح ، وبذلك قال صاحب الاصلاح ، ولا يدل كون مرتبة الثاني دون مرتبة السابق علي نقصان في ذاته ، وقوله ان النبي (صلعم) وآله بلغ في الوقوف علي مرتبة السابق يعني في التمامية ما لم يبلغه الاساس ، فلا يكاد يصح ، لأن الاساس وان كان بذاته لم يبلغ تلك الدرجة ، فبواسطة الناطق وتعليمه اياه ، واطلاعه علي ما كان ينزل عليه من البركات قد بلغ درجة التامية ، وبالقبول منه قبولا كليا أضاءت نفسه فتمت كما يتم جرم القمر ورا لليلة الرابع عشر من الشهر ، يشهد بذلك فعل النبي (صلعم) وآله بتقديه الخطبة في يوم الجمة علي الصلاة ، وتأخيره اياها عنها في يوم عيد الفطر ، وذلك انه صلي الله عليه جعل يوم الجعه في وجه من وجوه التأويل علي نفسه ، فانه يوم من الايام السبعة ، وصعوده المثير للخطبة اولا ، ثم الصلاة علي ان ينله درجة الكمال والتمام ، وارتقائه الي أعلي مراتب الشرف من جهة الاصلين ، كان اولا، ثم دعا الي شريعته، وقبول تنزيله ، وطاعة اساسه ، وجعل يوم الفطر علي أساسه ، فانه يوم من ايام الله تمالي بطاعته يتم دين الله ، وتقديمه الصلاة علي الخطبة علي ان أساسه محت طاعته ، وقبول امره وشريعته ، اولا كان ينسله الكمال والتمام ، وارققاءه الي مراتب الشرف ، فيوساطته اطلع علي درجة البلاغ ، فالوصي قام في ذاته وان كان نيله درجة التمامية من جهة الناطق ، ومرتبته دون مرتبة الناطق ، وليس وجود الاناث وجودا ناقصا فيمكن
مخ ۸۸