140

============================================================

قدم من القول ان الروح ليس يجسم فيلزمه ذلك ، والروح والنفس اسمان مترادفان علي شيء واحد ، وذلك الشيء ليس بجسم ، فلو كان جسما لكان يلزمه من الكيفيسات والأعراض التسعة ما يلزم الجسم ، ولكان يمكن ان يدرك بحس ، فلما كان لا يدرك بحس لم يكن مثوهما فيه الأعراض التسعة ، ولا موجودا فيه ذلك ، ولما كان غير موجود فيه الأعراض الجسمانية بطل ان يكون جسما ، وكتابنا المعروف (بالمصابيح) يتضمن من ذلك ما يشفي ..

الفصل الوابع من الباب السادس م جعل الحركة بانقسامها ثلاثة اقسام متشابهة للجسم بما ذكر انه يتقسم اليه من الطول والعرض والعمق ، وذلك محال ، فان الأقسام اثلاثة التي زهم ان الجسم ينقسم اليها ، وهي الأبعاد الثلاثة كل بعد من الابعاد الثلاثة ليس بجسم ، ولا يقال انه جسم ، والحركة لكل قسم من اقسامها حركة ، ويقال انه حركة ، فكيف يشبه الجسم الذي ينقسم يصورة الي تسعة اقسام كما بيناها في كتابنا المعروف (يمعالم الدين) بالحركة التي تنقسم الي ثلاثة اقسام ، او ستة اقسام ، ان ذلك لبعيد والكلام في هذا الباب من صاحب المحصول وصاحب الإصلاح وصاحب النصرة مختل غير منتظم .

ونقول : ان الحركة هي التي بها تتبدل ذات الشيء إما بالمكان ، او بالكون ، او بالفساد ، او بالزيادة ، او بالتقصان ، او بالاستحالة ، وحدوثها من المحرك الذي هو المبدأ في الشيء الذي هو فيه بالطبع لا بالعرض ، وان الهيولي والصورة هي المنبعثة من الأول عن النسية الآدون فيه كانبعاث اثاني عن النسبة الأشرف فيه ، ولا وجود للهيولي خارج النفس اصلا إلا

مخ ۱۴۰