134

============================================================

ونقول: ان ذلك قول صحيح المعني ، لكنا لا تقول ان المبدع بالابداع التام لا يكون الا تاما ، لأن الابداع هو التمام ، بل نقول ان المبدع بالابداع الذي هو التمام ، لا يكون الا تاما، وان المبدع هو الابداع ، وهو العلة، وهو المعلول ، والتمام ، والتام ، والاسماء تترادف عليه بحسب الاضافات، لأن هناك كثرة بالذوات ، فتقع معاني هذه الاسماء عليها كلها ، كلا ات الشيء هناك واحد ، وفيما أوردناه علي ذلك في هذا الكتاب ، وفي غيره كفاية عن التطويل .

الفصل الساوس من الباب اللحامي قال صاحب النصرة : واذا ثبت ان هذا العالم فعل النفس ، وهو مع ذلك في غاية النظام والترتيب ، والحركات الدائمة المستديرة ، علمنا وتيقنا في انها بفعلها طلبت بلوغ المرقية المحظورة عليها قيل ان ابتدأت بالفعل ، فلما كان هذا هكذا ولم يكن في العالم أشرف من البشر ، ولا اهيأ لقبول آثار النفس منه ، ونجوع فوائدها فيه ، علمنا وتيفنا ان البشر ثمرة بلوغ النفس الي غايتها المقدرة لها من جهة علتها ، فافهم ذلك.

ونقول: قد سبق من كلامنا في تمامية التالي ، الذي هو النفس الكلية عنده ، ما يدل علي انها في فعلها لم تطلب بلوغ مرتبة لم تنلها ، والنفس الكلية الي هي الثاني اتما تقيض علي هذا العالم ، لا لأن تستجر اليها ، ما ليس لها ، فقد اغناها الله عند ايجاده اياها ، بالتمامية عن قطلب شيء لم تعط، بل لاقامة الحكة في اخراج ما هو في القوة الي الفعل ، وان تجعل ما

مخ ۱۳۴