عمر يرى كل ما دون الله صغيرًا حقيرًا في جنب عظمة الله، وكان لا يرى التعظيم لغير الله، فمن أجل ذلك كان أكثر كلامه: الله أكبر، وعثمان كان يرى ما دون الله معلولًا إذا كان مرجعه إلى الفناء، وكان لا يرى التنزيه إلا لله، فمن أجل ذلك كان أكثر كلامه: سبحان الله، وعلي بن أبي طالب كان يرى ظهور الكون من الله وقيام الكون بالله ورجوع الكون إلى الله، فمن أجل ذلك كان أكثر كلامه: الحمد لله، خرجه الخجندي في الأربعين.
ذكر موافقة الأربعة نبي الله ﷺ في حب كل واحد منهم ثلاثًا من الدنيا:
روي أنه لما قال ﷺ: "حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعل قرة عيني الصلاة" قال أبو بكر: وأنا يا رسول الله، حبب إلي من الدنيا ثلاث: النظر إلى وجهك وجمع المال للإنفاق عليك والتوسل بقرابتك إليك، وقال عمر: وأنا يا رسول الله، حبب إلي من الدنيا ثلاث: إطعام الجائع وإرواء الظمآن وكسوة العاري، وقال علي بن أبي طالب: وأنا يا رسول الله، حبب إلي من الدنيا ثلاث: الصوم في الصيف وإقراء الضيف والضرب بين يديك بالسيف. خرجه الخجندي أيضًا.