============================================================
القوم الفاسقون (واترك بيضة الرياء) فالبيض ايضا من المغلظات المولدة للارياح النافخة فيرى مستعمل اكل البيض سمينا وهو ذو انتفاخ وورم كمن يرائي باعماله تحسبه على شيء وهو ليس كذلك وان اعماله يحبطها الرياء كما تحبط البيضة عمل الدواء وهو من الشرك والله غني عن الشركاء (واترك لحم الاستراحة) فاللحم مضر بالمريض وان كان يستلذ به وتستريح نفسه اليه ان لم يكن هناك سقوط شاهية وكذلك البطالة عن العمل والدعة من الكسل لها لذه للنفس واستراحة ولكن فيها سوء العاقبة والمنقلب كمن يترك تعاطي الحرفة ايثارا للراحة فيموت جوعا او يكاد (و) اترك (عدس حب الخلق) فحب الخلق يستوجب الالتفات اليهم والاشتغال بهم عن حب الخالق وفي ذلك هلاك القلوب المريضة او زيادة مرضها وبطع برئها كما يزيد العدس في سقم المرضى لغلظ طبعه وفي الحديث، ذكر الناس داء وذكر الله شفاء (والبس ظاهرك لباس التقوى) وهو التلبس بالامور المشروعة وعدم المخالفة في شيء منها فكل طريقة خالفت الشريعة فهي زندقة وذلك الالباس (مع الدوام على صحبة المرشد الكامل) بل (الارشد) المكمل (المقرب الى الله الواحد) اي المتحقق في مقام الواحدية وهو من اضمحل السوى في مشهده فلم ير له اثرا في العين بل المقرب الى (الأحد) اي الواصل الى المرتبة الأحدية وهو من صرف نظره عن رؤية السوى فلا يشهد له اثرا لا في العين ولا في العلم فلم يشهد الا الله وما ثم سواه فاين العين ولا عين ولا اين فيلزمك ان تداوم على هذه الصحبة (الى ان ترى نفسك) الامارة واللوامة (راضية مرضية) فتنخرط في سلك من قال تعالى فيهم، يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ريك راضية مرضية، (طاهرة من عللها وعيوبها الظاهرة) المخالفة للاحكام الشرعية (والخفية) وهي الآثام والادواء القلبية وبالجملة جميع ما مر ذكره من الاعمال والاخلاق الذميمة الدتية (خالية) اي نفسك (عن الاهواء الردية) من البدع والميل لارتكاب الكبائر الذنبية كالحسد والغل والغش الى غير ذلك من الاهواء النفسانية (فاذا اتممت تزكيتها) بهذه الصور (وقطعت بهذا التدبير طريق القائها) اي ما تلقيه النفس الامارة من الوساوس (على قلبك) فحينئذ (يحصل له) اي لقلبك (الصفاء ويندفع عنه البلاء) وهو رهين تلك الاحوال السيثة التي امرت بالتخلية عنها وأي بلاها كبر من ذلك (وينكشف) ايضا (عنه) اي القلب (الحجاب والغطاء) الذي هو ذلك الرين فهو مرتع الشياطين وهي تحوم على القلب بسببه فتحجيه عن شهود الملكوت، قال عليه الصلاة والسلام، لولا ان الشياطين يحومون على قلوب بني ادم لنظروا في ملكوت السموات، (و) حينئذ
مخ ۷۵