د ابلیس لېږل شوې پیغام
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
ژانرونه
الباب الخامس في خلق الأفعال
فكرت وقلت لا شيء أقوى في هذا الباب من نفي الأفعال عن العباد وإضافتهما إلى الله , فألقيت إليكم أن جميع ما يظهر من العباد من خير وشر وإيمان وكفر وقبيح وحسن وطاعة ومعصية فهو خلقة تعالى ولا تأثير للعبد فيه , وإنما ينسب إليه كما تنسب الحركة إلى الأشجار والجري إلى الأنهار والنضج إلى الثمار , فكذلك نسبة الكفر إلى الكفار والطاعة إلى الأبرار . فقبلتم ذلك مني أحسن قبول ودنتم به وناظرتم عليه .
وأنكرت المعتزلة ذلك , وقالوا هذا يبطل الأمر والنهي والوعد والوعيد والحساب والثواب والعقاب والكتب والإرسال والجزاء والسؤال .
فأما شيخنا جهم فقام على رأس الأمر , ولم يلتفت إلى كلامهم ولا تفكر في ما أوردوه من حججهم , وقال : من يبالي بسبالكم ومن يلتفت إلى أقوالكم ؟ وأما سائر الشيوخ فتركوا الطريق وناظروهم حتى انقطعوا وافتضحوا .
فألقيت إليكم حيلة ومكيدة بأنه خلق لله وكسب للعبد , ففرحتم به واأورتموه عليهم . فقالت المعتزلة : هذا تلبيس وتدليس , إذا كان الفعل بجميع صفاته من الله فأي تأثير للعبد وأي معنى للكسب ؟ وقالوا : إن ثبت ذلك واشتركوا في الفعل وجب أن يشتركوا في الحمد والذم والأسماء المشتقة من الأفعال , وكيف أضاف أفعاله إليهم وحظه أكثر وتأثيره أوفر ؟ وكيف أوجب الحدود والعقوبات على شيء هو حملهم عليه ؟ وقالوا لهم : أيصح أن يحصل الخلق دون الكسب ؟ قالوا : لا . قالوا : فيصح أن يحصل على الكسب دون الخلق ؟ قالوا : لا , فقالت المعتزلة : فهذه شركة ظاهرة , خرجتم عن التوحيد وقلتم أن القدرة المحدثة قدرة الله . فعند ذلك انقطعوا وبهتوا .
مخ ۴۸