social mind ، وهو يرمي إلى شيئين، الأول: الملاءمة بين العقلية والفردية والحالة الاجتماعية، والثاني: إقرار النظام الاقتصادي
Economic Structure ، وفي كتاب «روبنسن» الذي أشرنا إليه، يقول: إنه لإصلاح العالم يجب أن نصرف النظر عن كل ما جربناه سابقا فأفلس، لقد جربنا التأثير بواسطة التخويف والعقاب فأفلسنا، وجربنا التعليم فلم نخلق منه غير أرستقراطية ذهنية، وجربنا الوعظ فلم يجدنا شيئا، فبقي علينا أن نجرب إصلاح الذكاء الإنساني. إننا لا نزال نفكر بعقل الإنسان الهمجي، إننا لم نتخلص بعد من الخرافات والمعتقدات التي تحتل من نفوسنا مكانا مقدسا، ولأننا لا نزال استبطانيين نعيش في أخيلتنا بدل أن نستعمل حواسنا، ونحن من أجل ذلك ندافع بكل تحيز عن كل ما يتعلق بمعتقداتنا الثابتة، ونحن نتحيز إلى كل ما نحب ومن نحب، هذا القانون قانون التمييز العام انحدر إلينا من أسلافنا ولم نتخلص منه إلى اليوم، وهو السبب في الانقسامات والحروب، فإن الإنسان يتحيز لقومه ويتعصب لعشيرته ولدينه، ومن ثم يكون حكمه على الأشياء خاطئا؛ لأن الحكم مصبوغ بالعاطفة المتحيزة، ولا شك أننا نتحيز للقديم ونجل الماضي، ونحن جميعا مؤمنون بالفطرة محافظون بالفطرة.
ونحن لا نزال نفكر بعقلية القرون الوسطى من حيث الخطيئة والعقاب والثواب ومن حيث الاستسلام المطلق لما تمليه هذه العقلية، ومن حيث إننا لا نجد مخرجا ولا خلاصا دون هذه الطرق.
على أن العقل الذي ندعو إليه هو العقل العملي التجريبي العلمي الاقتصادي؛ أي العقل الذي يعلم أن مهمته هي الاتجاه نحو عالم جديد وأن عليه أن يواجه مشاكل العالم علما واقتصادا، وأنه إذا لم يفلح في هذا الاتجاه فإنه لا شك يصل إلى النهاية التي رسمها الأستاذ «منيكن» في كتابه «العقل البشري»؛ فقد رسم لنا صورة عملية جميلة، بين فيها أن الإنسان عليه أن يواجه موقفا دائم التغيير
situation ، فإن أفلح في الموازنة فقد أفلح في الحياة وسعد، وإذا لم يفلح فإما يحطم الموقف أو يمزقه أو يحطم نفسه أو يمزقها، وإذا لم يستطع التحطيم أو التمزيق فإنه يهرب، وإذا لم يستطع هذا ولا ذاك فإنه ينكر الفشل ويوجه جهوده إلى عمل فني يستر به فشله، ويداري به عجزه عن مواجهة الحياة العملية، من الطراز الأخير أكثر الفنانين والكتاب والشعراء.
رسالة الشباب
إذا تكلمنا عن الشباب اليوم، فإننا نتحدث أولا عن أخطاء أكثرها بل جلها أخطاء المجتمع.
وأقصد بالمجتمع ما به من معلمين وقادة وآباء وأمهات، ماذا صنع المجتمع لإصلاح شبانه؟ إلينا خلاصة لما صنع إلى اليوم: (1)
التعليم:
قد أدى دائما إلى ثقافة شخصية ولم يؤد إلى المواطن الصالح، وكثيرا ما أدى إلى المعرفة التامة، ولكنه قليلا ما أدى إلى خلق شخصية سليمة. (2)
ناپیژندل شوی مخ