الرَّتب والرَّيع وسويد هذا، هو الذي يقول:
إذا طلبوا مني اليمين، منحتهم ... يمينًا كبرد الأتحميّ الممزق
وإن أحلفوني بالطّلاق، أتيتها ... على خير ما كنّا، ولم نتفرق
وإن أحلفوني بالعتاق، فقد درى ... عبيد غلامي أنّه غير معتق
وكان يألف فراش سودة بن زمعة بن قيس امرأة النبيَّ، ﷺ، ويعرف مكانه الرسول، ولا ينحرف عنه السُّول، ودخل الجدث مع سوادة بن عديّ، وما ذلك بزول بديّ، وحضر في نادٍ حضره الأسودان اللّذان هما الهنم والماء، والحرة الغابرة والظَّلماء. وإنَّه لينفر عن الأبيضين، إذا كانا في الرَّهج معرَّضين، الأبيضان اللذان ينفر منهما: سيفان، أو سيف وسنان، ويصبر عليهما إذا وجدهما، قال الراجز:
الأبيضان أبردا عظامي، الماء والفتُّ بلا إدام
ويرتاح إليهما في قول الآخر:
ولكنه يمضي في الحول كلُّه ... وما لي إلاّ الأبيضين شراب
فأمّا الأبيضان اللذان هما شحم وشباب، فإنّما تفرح بهما الربَّاب، وقد يبتهج بهما عند غيري، فأمّا أنا فيئسا من خيري. وكذلك الأحامرة والأحمران يعجب لهما أسود ران، فيتبعه حليف سترٍ، ما نزل به حادث هتر.
وصول الرسالة
وقد وصلت الرسالة التي بحرها بالحكم مسجور ومن قرأها مأجور، إذ كانت تأمر بتقبُّل الشرع، وتعيب من ترك أصلًا إلى فرع.
وغرقت في أمواج بدعها الزاخرة، وعجبت من اتسِّاق عقودها الفاخرة، ومثلها شفع ونفع، وقرّب عند الله ورفع. وألفيتها مفتحةً بتمجيدٍ، صدّر عن بليغٍ مجيد، وفي قدرة ربّنا، جلَّت عظمته، أن يجعل كلّ حرف منها شبح نورٍ،
1 / 7