Message of Harmony Among Muslims
رسالة الألفة بين المسلمين
ایډیټر
عبد الفتاح أبو غدة
خپرندوی
دار البشائر الإسلامية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۷ ه.ق
د خپرونکي ځای
حلب
فها أنت تَراهم - ورأيتَهم في مَشَاهِدَ كثيرةٍ - تمالؤًا على عِداء المسلمين، وما تَنازعُوا في السكوتِ على اعتداء بعض الدُّوَلِ غيرِ المسلمةِ على بعض الدُّولِ المسلمة، فلديك (البُوسْنَة والهِرْسِك) و(الشِّيشان) و(أفغانستان) و(الصُّومال) وغيرُها، فقد اتفقوا أو تَوافَقُوا على إنزال الشَّلَلِ بالمسلمين عسكرياً، واقتصادياً، وثقَافِياً، واجتماعيّاً، وخُلُقِيّاً، وأَخَوِيّاً، وماليّاً وتَنْموياً، وما دأبوا يحتكرون ويجتذبون أصحاب العقول المبدعة من بلاد المسلمين.
اتَّفقوا وتوافقوا على كلِّ هذا أن يوقعوه في صفوف المسلمين وبلادِهم وأفكارِهم وأخلاقِهم، وهم لا تجمَعُهم عقيدةٌ صحيحة، ولا أخوَّةٌ إيمانية صادقة، ولا كتابٌ سماوي حق، ولا رسولٌ کریم یؤمنون به ويَتَِّعُونه بصِدقٍ، فَوَحَّد عِداؤهم للإسلام بينهم!
ونحن معشرَ المسلمين تَجمَعُنا العقيدةُ الواحدةُ الحقة، والكتابُ الربّاني الواحدُ العَظيم، والرسالةُ النبويةُ الهاديةُ الجامعةُ، ومع هذا كلُّه تَرَى فينا من يقوم بتصديع الأمة، وشقِّ عصا المسلمين، وتغذيه تفرقتهم، وتمزيق جماعتهم، وتوسيعِ الخلافِ والشُّقاق بينهم، وهو يظُنُّ بنفسِه أنه يَنصُر ديناً، ويَحْمي يقيناً، ويَنشُر شريعةً، ويَتْبَعُ سلفاً صالحاً، وهو في الحقيقةِ لهذه المعاني قاصِم، ولهذه الروابط مُمزّقٌ وحاسِم !.
اشتدادُ حِدَّة الاختلاف بين المُتعاصِرین وسببُ ذلك
وقال الأستاذ الفاضل عمر عُبَيد حسنة(١): ((لقد وَصَلتْ حِدَّةُ الاختلاف - بين المسلمين - إلى مرحلةٍ أصبح المشركُ معها يأمنُ على نفسه عند بعض الفِرق الإسلامية التي تَرَى أنها على الحق المحض، أكثرَ من المسلم المخالف لها بوجهة
(١) في تقديمه لكتاب ((أدب الاختلاف في الإسلام)) للدكتور طه فياض جابر العلواني ص ١١ - ١٣، الذي طُبع في سلسلة (كتاب الأمة) الصادر في قطر.
7