Message of Harmony Among Muslims
رسالة الألفة بين المسلمين
ایډیټر
عبد الفتاح أبو غدة
خپرندوی
دار البشائر الإسلامية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۷ ه.ق
د خپرونکي ځای
حلب
خلافُ الأمة في صفاتِ العبادات لا يقتضي الشقاقَ
والنزاعَ، ولا يُورثُ الرِّيبةَ في أحكام الشريعة(١)
قاعدة في صفات العبادات الظاهرة التي حَصَل فيها تنازُعُ بين الأُمَّة، في الرواية والرأي، مثلِ الأذان، والجهرِ بالبسملة، والقنوتِ في الفجر، والتسليم في الصلاة، ورفع الأيدي فيها، ووضع الأكف فوق الأكف، ومثلِ
(١) طُبِعَتْ هذه الرسالةُ المُنِيفَةُ - كما سبق في المقدمة - في مجموعة الرسائل المنيرية ١١٥:٣ - ١٢٧، بعنوان (خلافُ الأمة في العبادات، ومذهبُ أهل السُّنَّة والجماعة)، وهذا عنوانٌ مضغوطٌ جدّاً لا يُنبىُ عن موضوع الرسالة، فاخترتُ لها العنوانَ المذكور أعلاه لوضوحٍ دلالتِه على موضوعِ الرسالةِ ومُحتواها.
بيَّن الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذه الرسالة قاعدةً مهمةً حول اختلاف الأمة في صفات العبادات الظاهرة، نقلاً وروايةً أو رأياً واجتهاداً، ولعدم مراعاةٍ هذه القاعدة نَشَأت من الاختلاف المذكور - وهو في نفسه غيرُ مذموم - أنواعُ من الفساد الذي يذمُّه الكتابُ والسُّنَّةُ، ومن أشدِّها ضرراً على الأمة التفرُّقُ والشِّقاق بين صفوف المسلمين، وتشكيكُ طوائف أهلِ الأهواء في كثيرٍ مما اتَّفق عليه أهلُ السُّنَّة والجماعة بل المسلمون جميعاً، لأجل الاختلاف المذكور.
فقعَّد الشيخُ ابن تيمية هذه القاعدةَ التي لو رُوعيت لزال الفسادُ المشارُ إليه بأنواعِه، وأتى في ضمن هذه القاعدة تمهيداً لها أو توضيحاً لمُفادِها ببحوثٍ علميةٍ رصينةٍ، وأكثَرَ من إيرادِ الآيات والأحاديث في الحضِّ على الألفة بين المسلمين، والاجتنابِ عن التفرُّق والشقاق بين صفوفهم.
23