17

Message of Harmony Among Muslims

رسالة الألفة بين المسلمين

ایډیټر

عبد الفتاح أبو غدة

خپرندوی

دار البشائر الإسلامية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۷ ه.ق

د خپرونکي ځای

حلب

ژانرونه

فقه
تصوف

نُبذة من أخبار الأئمة السلف في الحفاظ على

المودّة والأخوة مع اختلاف المسالك والمنازع والآراء

وإليك بعضاً من أخبار أئمتنا السّلَّف وعلمائنا السابقين في حفاظهم على المودَّة والأخوة، والاعتصام والمحبّة والتقدير، مع اختلافِ مَسالِكهم ومَنَازِعهم وآرائهم، وما أكثر أخبارهم وحکایاتهم في ذلك.

١ - نقل الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (١) في ترجمة الإمام الشافعي رضي اللَّه تعالى عنه، عن الإمام الحافظ أبي موسى يُونُس بن عبد الأعلى الصَّدَفي المصري، أحدٍ أصحاب الإمام الشافعي أنه قال: ((ما رأيتُ أعقَلَ من الشافعي، ناظرتُه يوماً في مسألةٍ، ثم افترقنا، ولَقِيني، فأخذ بيدي، ثم قال: یا أبا موسى، ألا يَستَقِيمُ أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألةٍ؟!)).

قال الذهبي: ((هذا يدلُّ على كمالِ عقلِ هذا الإمامِ، وفقهِ نفسِه، فما زال النُّظَراءُ يختلفون)).

٢ - وفي (سير أعلام النبلاء) أيضاً (٢) في ترجمة الإمام إسحاق بن راهويه: ((قال أحمدُ بنُ حفص السَّعْدِي شيخُ ابنِ عَدِي: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل - الإمامَ -، يقول: لم يَعْبُر الجِسْرَ إلى خراسان مثلُ إسحاق، وإن كان يُخَالِفُنا في أشياءَ، فإنَّ الناس لم يَزَلْ يُخالِفُ بعضُهم بعضاً)).

٣ - وروى الحافظ المؤرِّخ الناقد الإمام أبو عُمَر بنُ عبدِ البَرِّ في (جامع بيان العلم) (٣)، في (باب إثباتِ المُناظرةِ والمُجَادَلَةِ وإقامة الحجة)، عن عبد الله بن محمد - هو أبو الوليد الفَرَضي -، قال: أخبرنا يوسفُ بنُ أحمد - هو مُسنِد مكة

(١) ١٠ :١٦.

(٢) ١١ :٣٧٠.

(٣) ٩٦٨:٢ الطبعة الجديدة المحققة.

17