Message of Harmony Among Muslims
رسالة الألفة بين المسلمين
ایډیټر
عبد الفتاح أبو غدة
خپرندوی
دار البشائر الإسلامية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۷ ه.ق
د خپرونکي ځای
حلب
تعالى عنه أن النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((المؤمن مُؤْلِفٌ، ولا خير فيمن لا يَأْلَفُ ولا يُؤْلَفُ)). قال الهيثمي في ((المجمع))(١): (رواه أحمد والبزَّار، ورجالُ أحمد رجال الصحيح).
٤ - وروى الإمام الدارقطني في ((الأفراد))، والحافظ الضياء المقدسي في ((الأحاديث المختارة)) عن جابر بن عبد الله رضي اللَّه تعالى عنه مرفوعاً: ((المؤمنُ يأَلَفُ ويُؤلفُ، ولا خيرَ فيمن لا يألَفُ ولا يُؤْلَفُ، وخيرُ الناس أنفعُهم للناس)).
قال العلامة الماوَزْدِي(٢): ذلك أن الإنسانَ مقصودٌ بالأذيّة، محسودٌ بالنعمة، فإذا لم يكن آلفاً مألوفاً تَخْتَطِفُه أيدي حاسديه، وتَحَكَّمَتْ فيه أهواءُ أعاديه، فلم تسلم له نعمةٌ، ولم تَصْفُ له مُدَّة - أي وَقْت -، فإذا كان آلفاً مألوفاً انتصر بالأُلُفَةِ على أعاديه، وامتنع من حاسديه، فسَلِمَتْ نعمتُهُ منهم، وصَفَتْ مُدَّتُه عنهم، وإن كان صفوُ الزمان كَدِراً، ويُسْرُه عَسِراً، وسَلْمُه خَطِراً(٣)، والعربُ تقول: من قَلَّ ذلّ !.
وقال قيسُ بنُ عاصم:
إن القِدَاح(٤) إذا اجتمَعْنِ فَرَامَها بالكَسْرِ ذُو حَنَقٍ وبَطْشٍ أَيِّدٍ
عَزَّتْ فلم تُكْسَر، وإن هي بُدِّدَتْ فالوَهْنُ والتكسيرُ للمُتَبَدِّدِ
انتھی کلام الماوَرْدِي رحمه الله تعالی.
٥ - وروى الإِمامُ أبو داود في ((سننه))(٥) عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه، عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((المؤمنُ مِرْآةُ المؤمنِ، والمؤمنُ أخو
(١) ١٠ :٢٧٣.
(٢) في كتابه ((أدب الدنيا والدين)) ص ١٤٨.
(٣) يريد أنه لا يُوثَقُ به ولا يُطمئنُّ إليه.
(٤) القِدَاحُ هنا: السُّهامُ تُصنَع من الخشب.
(٥) ٤: ٣٨٥ في كتاب الأدب (باب في النصيحة والحياطة).
12