فصل: [ما بين العبد وربه]
فهذا حكم العبد فيما بينه وبين الناس وهو أن تكون مخالطته لهم تعاونًا على البر والتقوى علمًا وعملًا.
وأما حاله فيما بينه وبين الله تعالى فهو إيثار طاعته وتجنب معصيته وهو قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ فأرشدت الآية إلى ذكر واجب العبد بينه وبين الخلق وواجبه بينه وبين الحق. ولا يتم له أداء الواجب الأول إلا بعزل نفسه من الوسط والقيام بذلك لمحض النصيحة والإحسان ورعاية الأمر ولا يتم له أداء الواجب الثاني إلا بعزل الخلق من البين، والقيام له بالله إخلاصًا ومحبة وعبودية.
فينبغي التفطن لهذه الدقيقة التي كل خلل يدخل على العبد في أداء هذين الأمرين الواجبين إنما هو عدم مراعاتها علمًا وعملًا وهذا معنى قول الشيخ عبد القادر - قدس الله روحه -: " كن مع الحق بلا خلق، ومع الخلق بلا نفس، ومن لم يكن كذلك لم يزل في تخبيط ولم يزل أمره فرطا ".
والمقصود بهذه المقدمة ما بعدها.
1 / 15