168

الرساله قشیریه

الرسالة القشيرية

پوهندوی

الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف

خپرندوی

دار المعارف

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

ادب
تصوف
ومن ذَلِكَ الستر والتجلي العوام فِي غطاء الستر والخواص فِي دوام التجلي وَفِي الْخَبَر: إِن اللَّه إِذَا تجلي لشيء خشع لَهُ فصاحب الستر بوصف شهوده وصاحب التجلي أبدا بنعت خشوعه والستر للعوام عقوبة وللخواص رحمة، إذ لولا أَنَّهُ يستر عَلَيْهِم مَا يكاشفهم بِهِ لتلاشوا عِنْدَ سلطان الحقيقة ولكنه كَمَا يظهر لَهُمْ يستر عَلَيْهِم. سمعت مَنْصُور المغربي يَقُول: وافي بَعْض الفقراء حيا من أحياء العرب فأضافة شاب فبينا الشاب فِي خدمة هَذَا الفقير إذ غشي عَلَيْهِ فسأل الفقير عَن حاله فَقَالُوا لَهُ: بنت عم وَقَدْ علقهم فمشت فِي خيمتها فرأى الشاب غبار ذيلها فغشي عَلَيْهِ فمضى الفقير إِلَى بَاب الخيمة وَقَالَ: إِن للغريب فيكم حرمة وذماما وَقَدْ جئت مستشفعا إليك فِي أمر هَذَا الشاب فتعطفي عَلَيْهِ فيما هُوَ بِهِ من هواك، فَقَالَتْ: سبحان اللَّه أَنْتَ سليم القلب إنه لا يطيق شهود غَيْر ذيلي فكيف يطيق صحبتي؟ وعوام هذه الطائفة عيشهم فِي التجلي وبلاؤهم فِي الستر، وَأَمَّا الخواص: فَهُمْ بَيْنَ طيش وعيش، لأنهم إِذَا تجلى لَهُمْ طاشوا وإذا ستر عَلَيْهِم ردوا إِلَى الحظ فعاشوا،

1 / 182