لیکنه د غر ته
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
پوهندوی
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
خپرندوی
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
١٤١٣هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
عقائد او مذهبونه
كان بين أولاد يعقوب النبي ﵇ من حقوقهم١، وعلى أنه لا يجوز لأحد أن يخرج عن أقاويل السلف فيما أجمعوا عليه، وعما اختلفوا فيه، أو في تأويله؛ لأن الحق لا يجوز أن يخرج عن أقاويلهم٢.
الإجماع الخمسون
وأجمعوا على ذم سائر أهل البدع والتبري٣ منهم، وهم الروافض٤، والخوارج٥،
_________
١مراد الأشعري بذلك أن ما كان بين الصحابة من أمور الدنيا يقتص لبعضهم من بعض فيه، كما حدث بين أولاد يعقوب ﵇ حيث كان ليوسف على إخوته حق فعفا عنه، وقال: ﴿لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (يوسف آية: ٩٢) .
وكذلك الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - فمن كان له حق عند أخيه، وعفا عنه في الدنيا فقد سقط، وإن لم يعف عنه في الدنيا فيأخذ له حقه في الآخرة.
٢ ينهى الأشعري هنا عن الخروج على مذهب السلف - رضوان الله عليهم - وهي وصية قيمة منه ينبغي على كل مسلم اتباعها، لأن الحق والخير مع سلف هذه الأمة وفي أقوالهم، فهم الذين حفظوا السنن والآثار وفهموا كتاب ربهم على ضوء ذلك، ولم ينحرفوا عن صراط الله المستقيم إلى طريق المبتدعة من سائر الطوائف والفرق، ويكفي أن أقوالهم لا تخرج عن القرآن والسنة، وقد أمر رسول الله ﷺ باتباعهما وحذر من مخالفتهما، كما أن هؤلاء السلف سلكوا سبيل المؤمنين الذي كان عليه الصدر الأول، وقد نهى الله ﷿ عن الخروج على سبيلهم قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ .
٣ انظر ما سيأتي ذكره في الإجماع الآتي.
٤ قال الإمام أحمد عن الروافض: "هم الذين يتبرؤن من أصحاب محمد رسول الله ﷺ ويسبونهم ويتنقصونهم، ويكفرون الأئمة الأربعة: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليًا، وعمارًا أيضًا، والمقداد، وسلمان، وليست الرافضة من الإسلام في شيء" انظر رسالة السنة ص٨٢.
وقال الأشعري: "... وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر وهم مجمعون على أن النبي ﷺ نص على استخلاف علي بن أبي طالب باسمه، وأظهر ذلك وأعلنه وأن أكثر الصحابة ضلوا لتركهم الاقتداء به". انظر مقالات الإسلاميين ١/٨٩.
وقال البغدادي: "وأما الروافض فإن السبئية منهم أظهروا بدعتهم في زمان علي ﵁ فقال بعضهم لعلي: أنت الإله، فأحرق علي قومًا منهم، ونفى ابن سبأ إلى ساباط المدائن وهذه الفرقة ليست من فرق أمة الإسلام لتسميتهم عليًا إلهًا". انظر الفرق بين الفرق ص٢١.
وقال ابن حزم: "إن الروافض ليسوا من المسلمين وهي تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر". انظر الفصل ٢/٧٨.
وقال أبو بكر ابن العربي: "وأكثر الملحدة على التعلق بأهل البيت وتقدمة علي على جميع الخلق، حتى إن الرافضة انقسمت إلى عشرين فرقة أعظمهم بأسًا من يقول: إن عليًا هو الله". انظر العواصم من القواصم ص٢٤٧، وانظر التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع للملطي ص٢٥- ٤٠.
٥ الخوارج: اسم يطلق على كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه، وهذا يتناول أئمة المسلمين في كل زمان ومكان. انظر الملل والنحل١/١٠٥، ومراد الأشعري بالخوارج هنا: من خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب ﵁ وكفروه، وهم أصناف متعددة ويجمعهم القول بتكفير مرتكبي الكبائر وخلودهم في النار. انظر مقالات الإسلاميين ١/١٦٧، ١٦٨، والتنبيه للملطي ص١٦٧، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي ص٥١.
1 / 174