لیکنه د غر ته
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
پوهندوی
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
خپرندوی
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
١٤١٣هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
عقائد او مذهبونه
الإجماع الأول
واعلموا - أرشدكم الله - أن مما أجمعوا عليه - رحمة الله عليهم - على اعتقاده مما دعاهم النبي ﷺ إليه، ونبههم بما ذكرناه على صحته أن العالم بما فيه من أجسامه وأعراضه محدث لم يكن ثم كان١، وأن لجميعه محدثًا واحدًا اخترع أجناسه، وأحدث جواهره وأعراضه، وخالف بين أجناسه٢.
وأنه ﷿ لم يزل قبل أن يخلقه واحدًا عالمًا قادرًا مريدًا متكلمًا سميعًا بصيرًا له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنهم عرفوا ذلك بما نبههم الله ﷿ عليه، وبين لهم ﷺ وجه الدلالة فيه على ما تقدم شرحنا له قبل هذا الموضع٣.
_________
١ مصداق هذا من كتاب الله قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ (الإنسان آية: ١) . ومن سنة رسول الله ﷺ قوله: "... كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء..." الحديث أخرجه البخاري في كتاب التوحيد باب ٢٢ ج٨/ ١٧٥.
٢ هذا الجزء من الإجماع الأول ذكره أيضًا البغدادي ضمن الأصول التي أجمع عليها أهل السنة والجماعة فقال: "وأما الركن الثاني وهو الكلام في حدوث العالم - فقد أجمعوا على أن العالم كل شيء هو غير الله ﷿ وعلى أن كل ما هو غير الله تعالى وغير صفاته الأزلية مخلوق مصنوع، وعلى أن صانعه ليس بمخلوق ولا مصنوع، ولا هو من جنس العالم، ولا من جنس شيء من أجزاء العالم". (انظر الفرق بين الفرق ص٣٢٨) .
٣ يطالعنا الأشعري في مستهل كلامه عن الصفات بموقف السلف جملة في أسماء الله وصفاته، ذاكرًا بعض الصفات على سبيل المثال، وسيأتي إفراد بعضها بالحديث عنه وإثباته.
وقد ساق اللالكائي بإسناده إلى عبد الله بن أبي حنيفة الدبوسي قال: "سمعت محمد ابن الحسن يقول: "اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله ﷺ في صفة الرب ﷿ من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه، فمن فسر شيئًا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي ﷺ وفارق الجماعة، فإنهم لم ينفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة، ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة؛ لأنه وصفه بصفة لا شيء". (انظر أصول اعتقاد أهل السنة ٢/٤١٧، ومجموع الفتاوى لابن تيمية ٤/٤، ٥، ومختصر العلو للذهبي ص١٥٩) .
ومراد السلف هنا في نهيهم عن تفسير صفات الله هو عدم الخوض والبحث عن معرفة كنهها وحقيقتها، فإن هذا لا علم لأحد به، أما الإيمان بها وبمعناها وبما دلت عليه فهم يعرفونه، ومن هنا قال الإمام مالك لما سئل عن الاستواء: "الاستواء معلوم والكيف مجهول...". (انظر: أصول اعتقاد أهل السنة ٢/٣٧٩) .
1 / 118