محدث، وأن القرآن اسم الكتاب بالعربية وأنه محدث١.
فقوله: القرآن غير مخلوق مع هذا القول تلاعب.
وقد ذكرنا في كتاب " الإبانة"٢ ضربًا مما ورد عن النبيّ ﷺ في هذا المعنى، وتكلمنا على صحيحه وغريبه، وأن أحدًا من الأمة قبل خصومنا هؤلاء ما عرف قرءآنا ينقري ولا يدخله الحرف والصوت، والأشعري
١ لم أجد ذلك عن الأشعري في كتبه التي اطلعت عليها كالإبانة، المقالات، واللمع، لكن حكي الشهرستاني عنه أنه قال: " والعبارات والألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء ﵈ دلالات على الكلام الأزلي والدلالة مخلوقة محدثة، والمدلول قديم أزلي ". انظر: الملل ١/٩٦، وهذا مذهبه قبل أن ينتقل إلى مذهب السلف. فقد أثبت في كتاب الإبانة ص: ١٠١: " أنه لا يجوز أن يقال: إن شيئًا من القرآن مخلوق، لأن القرآن بكماله غير مخلوق، وأنكر على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق".
وما ذكره المؤلِّف هو مذهب ابن كلاب. فقد ذكر الأشعري عنه أنه قال: " إنما سمي كلام الله سبحانه عربيًا لأن الرسم الذي هو العبارة عنه وهو قراءته عربي فسمي عربيًا لعلة، وكذلك سمي عبرانيًا لعلة، وهي أن الرسم الذي هو عبارة عنه عبراني ". انظر: المقالات ٢/٢٥٨.
وهو مذهب المنتسبين إلى الأشعري؛ يقول البغدادي - وهو من أئمتهم -: " قال أصحابنا إن كلام الله سبحانه أمره... وقراءة كلامه بالعربية قرآن، وقراءته بالعبرانية توراة، أو زبور، وبالسريانية إنجيل والقراءة غير المقروء لأن المقروء كلام الله وليست القراءة كلامه...".
انظر: أصول الدين ص: ١٠٧-١٠٨.
٢تقدم الكلام عليه عند الكلام على مؤلَّفات المؤلِّف.