وتهدف «الرسالة» إلى فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية؛ أي الكنيسة عن الدولة من أجل تأسيس مجتمع مدني تقوم السلطة السياسية فيه على الاختيار الحر، والعقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم،
وأمرهم شورى بينهم ، مثلها الأعلى «مواطن حر في دولة حرة».
فهل تحقق هذا المثل؟ أين؟ ومتى؟
د. حسن حنفي
مدينة نصر، 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2011
مقدمة المترجم1
أولا: الترجمة الهادفة
إن اختيار نصوص بعينها للترجمة في حد ذاته تأليف غير مباشر، ويكون المترجم في هذه الحالة مؤلفا بطريق غير مباشر. قد يكون الدافع لاتباع هذا المنهج - التأليف من خلال الترجمة - هو حساسية الموضوع بالنسبة لبعض الطوائف التي ترى فيه تعديا صارخا على حقوقها أو جرأة على عقلية مجتمع ما لم يبلغ بعد من التطور والتنوير ما يستطيع به تقبل الموضوع الجديد بسهولة ويسر، أو تعبيرا للمترجم عن نفسه من خلال الآخرين حتى تتحول القضية من الذاتية إلى الموضوعية. مهما يكن من شيء فالترجمة المختارة اختيارا دقيقا لما يناسب العصر واحتياجاته هي في صميمها تأليف يرتكز على التاريخ الحضاري، والترجمة الهادفة تخدم الغرض نفسه الذي يسعى إليه التأليف الواعي للداعية.
وإن من مهام المفكر في البلاد النامية التعريف بأهم التحولات الفكرية التي حدثت في الحضارات الأخرى والتي تحدث من جديد في حضارته. ولا يعني ذلك أن كل حضارة لا بد أن تمر بالنمط الحضاري الأوروبي وبمراحل تطوره، بل يعني وجود أبنية تاريخية متجانسة في حضارتين أو أكثر. فالاتجاه العقلي في القرن السابع عشر، وقيام العقل بوظيفته في تحليل التراث القديم قد يشابه كل دعوة عقلانية يقوم بها بعض المفكرين لإعادة بناء القديم، كما حدث لدينا في أوائل هذا القرن. ومن ثم، كان التعريف بهذا الاتجاه العقلي إسهاما فعالا في التيار العقلي في مجتمعنا الحالي، وتطويرا للاتجاه العقلي في تراثنا القديم، وتحقيقا لمزيد من الجرأة نحو الثقة بالعقل، أسوة بهذا النمط الذي مضى عليه أكثر من ثلاثة قرون.
ليس الغرض من هذه المقدمة هو عرض لفلسفة سبينوزا ككل؛ فتلك مهمة مؤرخ الفلسفة وأستاذها،
ناپیژندل شوی مخ