30
خادم الله ... إلخ. (3)
يوهب لله مثلا: معبد الله، قربان الله، خبز الله. (4)
ينقله الأنبياء دون أن يتكشف للنور الفطري، فمثلا يطلق على شريعة موسى شريعة الله. (5)
يعبر عن أعلى الدرجات مثال «جبال الله» أي الجبال الشاهقة، سبات الله أي سبات عميق للغاية، وبهذا المعنى يفسر عاموس (4: 11) عندما يتحدث الله عن نفسه ويقول: «فقلبتكم كما قلب الله سدوم وعمورة.»
31
أي تذكروا هذا التدمير الذي لا ينسى، ولا يمكن قبول أي تفسير آخر ما دام الله يتحدث بنفسه، وكذلك سمي العلم الفطري لدى سليمان علم الله؛ أي علما إلهيا أعلى من العلم الشائع، وكذلك نقرأ في المزامير «أرزات الله» بمعنى الأرزات الضخمة للغاية، ونقرأ في صموئيل (الأول، 11: 7) للتعبير عن الرعب الشديد: «فوقع رعب الرب على الشعب.» وبهذا المعنى تعود اليهود أن ينسبوا إلى الله ما كان يتعدى فهمهم ويجهلون أسبابه الطبيعية في ذلك العصر، فالعاصفة «غضب الله»، والرعد والصاعقة سهام الله. ويعتقد أن الله يحبس الرياح في كهوف يسمونها غرفة كنز الله، ويختلفون في هذا الصدد عن الوثنيين؛ لأنهم يجعلون الله وليس أيول
32
مسير الرياح، وللسبب نفسه سميت المعجزات أفعال الله أي أفعالا تثير الدهشة، ذلك أن كل الأشياء الطبيعية أفعال الله، وهي لا تحدث أو تؤثر إلا بقدرة الله وحدها. وهذا ما أراد كاتب المزامير أن يعبر عنه عندما سمى معجزات مصر قدرات الله؛ لأن هذه المعجزات فتحت للعبرانيين، وهم على شفا خطر داهم، طريقا للخلاص لم يكونوا يأملون فيه، فأثارت إعجابهم الشديد. فإذا قيل عن أعمال الطبيعة الخارقة للعادة إنها أعمال الله وإذا قيل عن الأشجار الطويلة التي تزيد في طولها عن المعتاد أنها أشجار الله، فليس هناك ما يدعو للدهشة عندما يسمى الرجال الطوال الأقوياء في سفر التكوين أبناء الله، حتى ولو كانوا قطاع طرق وفسقة كفارا. وقد كان من عادة القدماء بوجه عام أن ينسبوا إلى الله كل ما يتفوق فيه إنسان على الآخرين، لا فرق في ذلك بين يهود ووثنيين. فقد قال فرعون، مثلا، بعد سماع تفسير رؤياه: كان فكر الآلهة في يوسف. وقال نبوخذ نصر لدانيال إن الآلهة المقدسة قد وهبته فكرها، بل إن هذه الطريقة في التعبير شائعة حتى عند اللاتينيين، فعندهم أن الشيء المصنوع بمهارة فائقة صاغته يد إلهية. فإذا أردنا ترجمة هذا التعبير إلى العبرية فيجب أن نقول: صاغته يد الله كما يعرف علماء اللغة العبرية.
وهكذا يسهل علينا تفسير كل نصوص الكتاب التي يرد فيها ذكر روح الله، فعبارة روح الله أو يهوه لا تعني، في بعض النصوص إلا ريحا قوية جافة عاتية كما نجد في أشعيا (40: 8): «لأن روح الرب هب فيه.» أي ريح مدمرة، وكذلك في سفر التكوين (1: 2): «وريح الله (أي ريح قوية للغاية) يرف على وجه المياه.» وكذلك تعني كلمة «روح» شجاعة فائقة، فالكتاب المقدس يصف شجاعة جدعون،
ناپیژندل شوی مخ