16
كما يشهد بذلك أيضا اختيار جدعون وشمشمون وصموئيل، وهو أمر لا يترك مجالا للشك في أن القواد المخلصين الآخرين قد اختيروا بالطريقة نفسها، حتى ولو لم يكن ذلك قد ذكر في تاريخهم.
والآن علينا أن نبحث كيف نجح نظام الحكم الثيوقراطي في تخفيف حدة انفعالات الحكام والمحكومين على السواء، بحيث لم يصبح المحكومون عصاة ولا الحكام طغاة.
إذا ارتكب الذين يحكمون دولة ما أو الذين يرأسونها جرما ما، فإنهم يحاولون دائما إخفاءه تحت ستار من القانون، وإقناع الشعب بأن سلوكهم جدير بالثناء، وهم ينجحون في ذلك بلا عناء لأنهم هم وحدهم الذين لهم الحق في تفسير القانون، ومن ثم فإنهم يستغلون هذه الميزة في ارتكاب كل أفعالهم المغرضة، وكل ما تدفعهم الشهوة إليه. وعلى العكس تحد حريتهم المطلقة في السلوك لو كان هناك شخص آخر له حق تفسير القوانين، وخاصة إذا كان التفسير المقترح صحيحا لا يمكن أن ينازع فيه أحد. ويتبين من ذلك بوضوح تام أن أحد الدوافع القوية لعدد كبير من الجرائم التي يرتكبها الأمراء، لم يكن قائما عند العبرانيين:
أولا:
لأن حق تفسير الشريعة كان متروكا بأسره للاويين وحدهم (انظر التثنية، 21: 5)
17
الذين لم يكونوا يشاركون في أي تنظيم سياسي، ولم يكن لهم حق الملكية، وكان كل ما يتمتعون به من امتياز واحترام مستمدا من تفسيرهم الصحيح للقوانين.
ثانيا:
لأنه كان على الشعب كله، تطبيقا لأوامر الله، أن يجتمع مرة كل سبع سنوات في مكان محدد، لكي يتلقى من الحبر معلومات عن الشريعة، كما كان على كل فرد أن يقرأ باستمرار سفر الشريعة ويعيد قراءته (انظر: التثنية، 31: 9 وما بعدها؛ 6: 7)،
ناپیژندل شوی مخ