نبين أن أحدا لا يستطيع تفويض كل ما يملك إلى السلطة العليا
وفيه نبين أن أحدا لا يستطيع تفويض كل ما يملك إلى السلطة العليا وأن هذا التفويض ليس ضروريا. دولة العبرانيين
1
وكيف كانت في حياة موسى وبعد موته.
مزايا هذه الدولة، وأسباب انهيار الدولة الإلهية بعد أن شاعت فيها الفتن دائما.
2 ***
إن الآراء التي انتهينا إليها في الفصل السابق عن الحق الشامل الذي تتمتع به السلطات العليا، وعن تفويض الفرد حقه الطبيعي لها، تصدق بالفعل إلى حد غير قليل في الحياة العملية، ويمكن تنظيم الحياة العملية بحيث تزداد منها اقترابا. ومع ذلك فإن هذه الآراء تظل نظرية صرفة في كثير من جوانبها. فمثلا لا يستطيع أي فرد أن يصل في التخلي عن قدرته - وبالتالي عن حقه - لفرد آخر، إلى الحد الذي يلغي فيه وجوده كإنسان، ولن يحدث أبدا أن تملك أية سلطة عليا من القوة ما يسمح لها بتنفيذ كل ما تريد. فمثلا لن تطاع إذا ما أمرت أحد أفراد الرعية بأن يكره من يحسن إليه، أو أن يحب من يسيء إليه، أو أن يسمع السباب دون أن يشعر بالإهانة، أو ألا يحاول التحرر من الخوف، وما شابه ذلك من الأمور التي تتبع بالضرورة قوانين الطبيعة البشرية،
3
وفي اعتقادي أن التجربة تقدم إلينا شهادة واضحة على ذلك، فلم يحدث أبدا أنه تخلى الناس عن حقهم، ونقلوا سلطتهم إلى شخص آخر، إلى الحد الذي لا يعود معه من حصلوا على هذا الحق وعلى هذه السلطة أن يخشوهم ولا يظل معه تهديد المواطنين للدولة، حتى بعد سلب حقوقهم، أشد من تهديد الأعداء لها. هب أن من الممكن سلب الناس حقهم الطبيعي إلى الحد الذي لا يعودون معه قادرين على التصرف في أية قدرة لهم إلا بعد الحصول على موافقة من لهم الحق الأعلى،
4 ⋆
ناپیژندل شوی مخ