20
وأخذ من الشعب وعدا جديدا بأن يظلوا خاضعين لهذه الشرائع (انظر: التثنية، 29: 14)،
21
ثم كتب سفرا يحتوي على هذه الشرائع التي تشرح هذا العهد الجديد (انظر: التثنية، 31: 9).
22
وقد سمي هذا السفر «سفر توراة الله» وقد أضاف إليه يشوع بعد ذلك بمدة طويلة رواية العهد الذي قطعه الشعب على نفسه من جديد في أيامه، وهو ثالث عهد يقيمونه مع الله (انظر: يشوع، 24: 25-26).
23
ولما لم يكن لدينا أي سفر يحتوي في الوقت نفسه على عهد موسى وعهد يشوع، فيجب أن نعترف ضرورة بأن هذا السفر قد فقد، وإلا فلنهذ مع يوناتان الشارح الكلداني،
24
الذي يتعسف في تأويل كلمات الكتاب حسب هواه؛ فلقد فضل هذا المترجم بعد أن أقلقته هذه الصعوبة، أن يحرف الكتاب على أن يعترف بجهله، فهو يترجم إلى الكلدانية هذه الكلمات من سفر يشوع (انظر: 24: 26): «وكتب يشوع هذا الكلام في سفر توراة الله بقوله: وكتب يشوع هذا الكلام وحفظه مع سفر توراة الله.» فماذا نفعل مع أولئك الذين لا يروون إلا ما يوافق هواهم؟ وإني لأتساءل: أليس هذا إنكارا للكتاب نفسه، وابتداعا لكتاب جديد من وضعه هو؟ نستنتج إذن أن سفر توراة الله هذا الذي كتبه موسى لم يكن من الأسفار الخمسة، بل كان سفرا مختلفا كلية، أدخله مؤلف الأسفار الخمسة في سفره في المكان الذي ارتآه. ويظهر ذلك بوضوح تام مما سبق ومما سيأتي. أريد أن أقول إنه عندما يروي لنا في النص السابق ذكره من التثنية، أن موسى كتب سفر التوراة، يضيف المؤرخ أن موسى أعطاه الأحبار ثم طلب إليهم قراءته أمام الشعب في أوقات معلومة، وهذا يدل على أن السفر كان أقل حجما بكثير من الأسفار الخمسة؛ إذ كان من الممكن قراءته كله في مجمع عام بحيث يفهمه الجميع، ولا ننسى أنه، من بين جميع الأسفار التي كتبها موسى، لم يأمر إلا بالمحافظة دينيا على سفر واحد وبالحرص على الإبقاء عليه، وهو سفر العهد الثاني والنشيد (الذي كتبه بعد ذلك كي يعلمه لجميع أفراد الشعب). فبالنسبة إلى العهد الأول، كان الحاضرون وحدهم هم الملتزمون به، أما العهد الثاني فكان ملزما للخلف أيضا (انظر: التثنية، 29: 14-15)؛
ناپیژندل شوی مخ