يقول العبد الفقير إلى عفو مولاه العلي الكبير، عمر بن عثمان بن العباس الجرسيفي:
الحمد لله ذي العظمة والجلال، المنفرد بالكبرياء والعزة والكمال، المنزه عن الصاحبة والولد والأشباه والأمثال، المتعالي عن التكييف والحدوث والانتقال، المبتدي خلقه بالإنعام والإفضال! والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وآله خير آل! .
أما بعد، فإن ديوان الحسبة من أعظم الدواوين، إذ يحتاج إلى كثير من القوانين، وليس بعد خطبة القضاء أشرف من خطبة الحسبة، لأنها من الأمور الدينية، وهي تشترك مع خطة القضاء في فصول كثيرة، قال القاضي أبو الحسن الماوردي ﵀: وقد كان أئمة الصدر الأول يباشرونها بأنفسهم لعموم صلاحها، وجزيل ثوابها، ولكن لما أعرض عنها السلطان، وندب إليها من هان، وصارت عرضة للتكسب وقبول الرشا، لان أمرها، وهان على الناس نظرها. وليس إذ وقع الإخلال، بقاعدة سقط حكمها، ولابد من قائم لله بحجة إلى يوم القيامة. وحقيقتها على الجملة أمر بمعروف، ونهي عن منكر، بقواعد مبنية على صحة الاستدلال وجودة النظر. قال الله العظيم: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر. وفائدتها ضبط شتات الأحوال ورد الشارد إلى العقال، بالكيل
1 / 119