8

رسالة في القواعد الفقهية

رسالة في القواعد الفقهية

ایډیټر

عبد الرحمن حسن محمود

خپرندوی

المؤسسة السعيدية ومطابع الدجوى

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۰۲ ه.ق

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

فقهي قواعد

........................ ........................


والحيوانات والنبات ، على اختلاف أنواعه ، يخلقها شيئاً فشيئاً ، حتى تنتهى وتكمل ، مع قدرته على تكميلها فى لحظة ، ولكنه رفيق حكيم ، فمن حكمته ورفقه تطويرها فى هذه الأَطوار ، فلا تنافى بين قدرته وحكمته ، كما أنه يقدر على هداية الضالين، ولكن حكمته اقتضت إِبقاءهم على ضلالهم عدلًا منه تعالى، ليس ظلماً، لأن إعطاءَ الإِيمان والهدى محض فضله ، فإِذا منعه أحداً لم يُعَدَّ ظالِمًا، لاسيّما إِذا كان المحلّ غير قابلٍ للنعم ، فكل صفة من صفاته تعالى لها أثر فى الخلق والأمر ، ولا ينافى بعضها بعضا ، ومن فهم هذا الأصل العظيم انحلت عنه إشكالات كثيرة فى معرفة أسماء الله وصفاته ، ونَزَّل كل اسم من أسماءِ الله فى محله اللائق به ،

وقولى :

(( وجامع الأشياء والمفرق)) يعنى: أنه جمع الأشياء فى شىء ، وفرّقها فى شىء آخر ، كما جَمَع بين خلقه فى كونه خلقهم ، وَرَزَقْهم، وفرّق بينهم فى الأشكال والصور ، والطول والقِصَر، والسواد والبياض، والحسن والقبح ، وغير ذلك من الصفات.

كل هذا صادر عن كمال قدرته وحكمته ، ووضعه الأشياء مواضعها اللائقة بها ، والله أعلم .

8