رقة او بکا
الرقة والبكاء لابن قدامة
پوهندوی
محمد خير رمضان يوسف
خپرندوی
دار القلم،دمشق،الدار الشامية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م
د خپرونکي ځای
بيروت
فَلَمْ يَفْعَلُوا، وَأَفْشُوا عَلَيْهِ، وَصَيَّحُوا بِهِ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمْ وَقَدْ جَمَعَ لَهُ أَهْلُ الطَّائِفِ صَفَّيْنِ: عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ وَمَرَّ بِهِمْ صَيَّحُوا بِهِ: تُرِيدُ أَنْ تُفْسِدَنَا كَمَا أَفْسَدْتَ قَوْمَكَ؟ فَلَمَّا خَلَصَ مِنْهُمْ وَتَوَارَى عَنْهُمْ، أَتَى كَرْمًا لِعُتْبَةَ وَشَيِبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ حَبَلَةٍ مِنْهُ مَكْرُوبًا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، أَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلا أُبَالِي، وَلَكِنْ عَافِيَتُكَ لِي أَوْسَعُ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ تُنْزِلَ بِي سَخَطَكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلِيَّ غَضَبُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ» .
وَقَدْ قَالَ قَائِلٌ: أَنَّهُ قَالَهَا حِينَ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ.
قَالَ: وَوَجَدَ فِي الْكَرْمِ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيِبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ اسْتَخْفَى مِنْهُمَا، وَكَرِهَ أَنْ يُجَالِسَهُمَا، فَيَرَيَانِ الَّذِي بِهِ، فَبَصُرَا بِهِ، فَأَرْسَلا إِلَيْهِ غُلامًا يُدْعَى عَدَّاسًا، نَصْرَانِيًّا، فَقَالا: خُذْ هَذَا الْعِنَبَ فَاجْعَلْهُ فِي هَذَا الإِنَاءِ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ.
قَالَ: وَعَدَّاسٌ مِنْ أَهْلِ نِينَوَى، فَلَمَّا جَاءَهُ عَدَّاسٌ بِالْعِنَبِ، وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ وَسَمَّى اللَّهَ، فَنَظَرَ عَدَّاسٌ فِي وَجْهِهِ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا تَقُولُهُ النَّاسُ الْيَوْمَ! قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «وَمَنْ أَنْتَ؟»، قَالَ: أَنَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ.
قَالَ: «وَمِنْ أَيِّ أَرْضٍ أَنْتَ؟»، قَالَ: مِنْ أَهْلِ نِينَوَى.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَرْيَةُ يُونُسَ بْنِ مَتَّى الْعَبْدِ الصَّالِحِ»، فَلَمَّا سَمِعَ عَدَّاسٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَكَرَ يُونُسَ بْنَ مَتَّى، قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ مَنْ يُونُسُ؟، قَالَ
1 / 114