سألت: وهل تحظى المرأة هنا بمكانة عالية ؟
وقال: نعم ، في بعض المناطق تعمل المرأة وتعول أطفالها وأزواجها. هذا إذا لم يسيطر عليها الرجل ويستولي على أجرها كما يحدث في بعض مناطق مزارع الشاي.
توقفت بنا السيارة أمام بيت صغير أنيق بني على هضبة مرتفعة تحوطه من جميع الجهات حديقة جميلة مليئة بالزهور الاستوائية النفاذة العطر وأشجار المانجو والجوافة وفواكه أخرى خاصة بهذه المنطقة. رحب بنا رجل هندي هو المشرف الإداري على هذه المرزعة التي تملكها شركة هندية، مساحة المزرعة 900 فدان ممتدة كالدرجات الخضراء من السفح إلى أعلى الجبل، يعمل فيها 910 عاملات وعمال معظمهم من العاملات، طلبت أن أذهب إلى العاملات لأحدثهن، لكن المدير قال لي: إن الصعود إليهن صعب؛ بسبب ارتفاع الجبل وتدرج الأرض.
وسألته قائلة: وكيف تصعد العاملات؟
قال: لقد تعودن ذلك.
قلت: أنا امرأة رياضية وأستطيع أن أصعد.
صحبني المترجم الشاب وصعدنا إلى فوق بين صفوف أشجار الشاي، بعد بضع دقائق أصبحت ألهث، وابتسم الشاب الهندي وهو يقول: إن العاملة من هؤلاء الفلاحات تصعد وتهبط هذا الطريق الشاق عدة مرات في اليوم وفوق ظهرها سلة كبيرة تجمع فيها أوراق الشاي، وعند الغروب تهبط الطريق وتسير حاملة سلتها حتى باب المصنع حيث تفرغ حمولتها وتنال أجرها حسب كمية ما جمعت.
وصلنا إلى أحد صفوف الفلاحات. وقد وقفن بنظام معين حسب صفوف أشجار الشاي، فوق ظهر الواحدة السلة الضخمة، وأصابعها تجمع وريقات الشاي العلوية بسرعة شديدة ودقة غريبة، نظرت إلي عيون الفلاحات في دهشة وأخذن يتأملن ملابسي ووجهي، ثم أخذن يضحكن ويتحدثن بلغة لا أفهمها اسمها «التامل».
واخترت واحدة منهن لها عينان تلمعان بذكاء وحيوية وسط وجهها الأسمر النحيف وسألتها: ما اسمك؟ قالت: اسمي ساروجا.
سألتها: كم عمرك؟
ناپیژندل شوی مخ