ومن عجب أن هذا التمساح يخرج إلى الجزيرة مع أنثاه وعند الجماع ترقد الأنثى فوق ظهرها ، وبعض البدو ممن أصيبوا بالسيلان وأرادوا البرء منه أو استجابو لنفسهم الأمارة بالسوء يختبئ الواحد منهم فى الرمل ، وقبل أن يجامع التمساح أنثاه وهى على ظهرها ، يخرج من كمينه ، ويطلق صيحة الية ، فيجفل التمساح الذكر ويطرح نفسه فى النيل ، إلا أن أنثاه تظل على ظهرها ، لا تحرك ساكنا ، فهى لا تستطيع أن تتحرك لأن أطرافها قصيرة ، وهى تسبح فى الماء بفمها وذيلها ، وحتى يتم الجماع يغطى الملعون الذى يريد الاتصال بأنثى التمساح قدميها الخلفيتين بالرمال ويغمر كذلك ذيلها بالرمل ، ثم يشرع فى فعله الشنيع دون خوف ولاحياء.
ويقسم من يفعل هذا أنه وجد لذة عظيمة من ذلك ، ويقول إن جماع أنثى التمساح ألذ من جماع الفتاة البكر ، وبه حرارة شديدة ، ويقول إن الدم الأحمر يسيل من كل جماع بكر ، وإذا ما جامع أنثى التمساح أسبوعا بدلا من الزوجة وجد رائحة المسك فى أنفه ، ودام شذا هذا المسك أكثر من أسبوع.
ثم يروى حكاية أخرى طويلة عن نفس الموضوع نقلا عن أحد الأشخاص ، ثم يقول فى سبب جماع الناس للتماسيح :
وسبب انتشار جماع الناس للتماسيح فى تلك البلاد هو أن أغلب رجالها مصابون بالسيلان لقصر حضورهم ، ولكى يبرءوا منه يجامعون التماسيح ، وإذا ما جامعوها تحقق لهم الشفاء ، من هذا الداء ، والبعض ممن لا يجامعون التماسيح يجامعون الجوارى الحبشيات السود ، وبذلك يشفون ، ولهن حرارة شديدة تجذب ما فى جسم الإنسان من منى وغيره.
ولم تكن هذه هى المرة الواحدة فقط التى يذكر فيها أوليا جلبى ذلك عن التماسيح ولكنه عاد وذكرها فى مواضع أخرى ، والحقيقة أن ذلك فيه نوع من المبالغة والاستفاضة فى موضوع ليس ذا أهمية. كما أنه مخالف للفطرة البشرية.
ومن المبالغات التى ذكرها أيضا تحت عنوان .. «لطيفة غريبة» :
مخ ۳۴