وقد جاءت رحلة أوليا جلبى فى نحو ثلاثة وسبعين فصلا ، بدأها بمقدمة حمد الله فيها وأثنى على رسوله الكريم ، ثم تناول قصة خلق آدم وحواء وهبوطهما إلى الأرض وتنقلهما فى الأرض حتى وصولها إلى مصر حيث صارت مستقرا لهما ولذريتهم.
ثم ذكر أوليا جلبى بداية دخوله مصر وإعجابه بها وبأبنيتها ، والمصادر التى اطلع عليها وفى ذكر مصر فقال فى تواضع جم يدل على رفعة نفسه وتدينه الشديد :
«دخلت أنا أوليا جلبى الحقير سياح العالم ونديم آدم ، مصر فى السابع من صفر عام ثلاثة وثمانين وألف ، فوجدت داخلها وخارجها وأعجبت له كل العجب ذلك أن ما فيها من عجائب وغرائب الأبنية ليس له من وجود فى ديار سواها ، وبينما كنت أبحث عمن أقام تلك الأبنية ذات الطلاسم وتلك القصور العالية رجعت إلا ما ليحده الحصر من التواريخ القيمة».
وفى خاتمة شرح أوليا جلبى خط سير رحلته التى كتب مسوداتها فى مدينة أبريم بالحبشة وهى آخر ما وصل إليه فى رحلته حيث يقول فى ذلك «واسترحنا فى مدينة أبريم ثلاثة أيام ، ووضعنا ما ثقل من أحمالنا فى السفن وأرسلناها إلى جرجة ولقد كتبت مسودات رحلتى».
ثم عاد أوليا جلبى إلى مصر ولكنه سلك الضفة الغربية للنيل أثناء عودته حيث كان فى ذهابه يسلك الضفة الشرقية وفى ذلك يقول :
«ومن مدينة أبريم ودعت خلانى وأحبابى وركبت السفينة فى النيل إلى الجانب المواجه لأن فى ذهابى رلى فونجستان شاهدت الضفة الشرقية للنيل ولذلك شئت أن أشاهد الضفة الغربية».
ومر أوليا جلبى بعدد من المدن والقصبات أثناء عودته حتى وصل مدينة «ألواح الكبرى» بولاية الواحات وبها بلغ كتابه نهايته ، ووضع أوليا جلبى خاتمته التى شرح فيها خط سير رحلته ومشاهداته وطريقة كتابته لهذا الكتاب فيقول :
«ولله نحمد أن كتابنا هذا بلغ نهايته هنا ، كما نحمد الله نثنى عليه الثناء كله على أننا أقمنا فى ديار مصر القاهرة نادرة العصر وجعلنا أوراق كتاب رحلتنا هذه المتفرقة مثل
مخ ۲۷