حسنة لأهل مكة ، ينزلونها يوم عرفة ، والموقف منها على صيحة عند جبل متلاطىء (أي متدان إلى الأرض) وبها سقايات وحياض وعلم قد بني يقف عنده الإمام الخ.
* خبر عبد الله بن عامر بن كريز
وقد ذكروا في أخبار عبد الله بن كريز العبشمي ، الذي كان من شجعان الصحابة ، وأسود فتوحات الإسلام ، وهو الذي فتح فارس ، وخراسان ، وسجستان وكابل (بضم الباء) أنه اتخذ النباج (1)، وغرس فيها ، فهي تدعى نباج ابن عامر ، واتخذ القريتين ، وغرس بها نخلا ، وأنبط عيونا ، تعرف بعيون ابن عامر ، بينها وبين النباج ليلة على طريق المدينة ، وحفر الحفير ، ثم حفر السمينة ، واتخذ بقرب قباء قصرا ، وجعل فيه زنجا ليعملوا فيه ، فماتوا ، فتركه ، واتخذ بعرفات حياضا ونخلا ، وولي البصرة لعثمان بن عفان ، فاحتفر بها نهرين ، وحفر نهر الأبلة ، وكان يقول : لو تركت لخرجت المرأة في حداجتها على دابتها ترد كل يوم ماء وسوقا ، حتى توافي مكة ، وكان علي بن أبي طالب يقول عنه : إنه فتى قريش ، مات سنة (59).
فالإسلام ولا سيما العرب في أشد حاجة اليوم إلى رجال كعبد الله بن عامر بن كريز العبشمي الفاتح الماتح ، المعمر المثمر ، الذي كان مغرما بالعمارة حيث حل ، وأينما ارتحل ، وناهيك بمن يقول فيه أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه : إنه فتى قريش (2).
مخ ۶۳