الجمهور ، رواه العباس بن الوليد العذري قاضي بيروت المتوفى سنة (270) قال عنه ياقوت في «معجم البلدان» : إنه كان من خيار عباد الله.
وقد نقل هذه الرواية عن وفاة الأوزاعي زين الدين بن تقي الدين بن عبد الرحمن الخطيب في كتابه «محاسن المساعي في مناقب الإمام أبي عمرو الأوزاعي» وهو مخطوط اطلعت عليه أخيرا في المكتبة الملوكية في برلين (1)، وعلمت منه أن ناسخه أكمله سنة (1048) وهو لا يقول «في مناقب الإمام أبي عمرو الأوزاعي» بل «في مناقب الإمام أبا عمرو الأوزاعي» لا أعلم أهو من خطأ الناسخ ، أم من نفس المؤلف عملا بلغة :
إن أباها وأبا أباها
وقال ابن خلكان عن وفاة الأوزاعي : وتوفي سنة سبع وخمسين ومئة ، لليلتين بقيتا من صفر ، وقيل : في شهر ربيع الأول بمدينة بيروت.
أما الرشيد فقد كانت ولادته سنة (148) أي إنه يوم وفاة الأوزاعي كان قاصرا ، واستخلف الرشيد سنة (170) فالخليفة الذي سأل الإمام الأوزاعي عن السواد هو المنصور لا الرشيد ، لأن الأوزاعي جرى بينه وبين المنصور حديث طويل ، ولما قدم أبو جعفر المنصور الشام زاره الأوزاعي ووعظه ، فعظمه الخليفة وأحبه ، ولما أراد الانصراف من بين يديه استأذنه أن لا يلبس السواد ، فأذن له ، فلما خرج قال المنصور للربيع الحاجب : الحقه فاسأله ، لم كره لبس السواد ، ولا تعلمه أني قلت لك. فسأله الربيع ، فقال : لأني لم أر محرما أحرم فيه ، ولا ميتا كفن فيه ، ولا عروسا جليت فيه ، فلهذا أكرهه.
مخ ۲۲۱