مات بالشام ، وقثم بسمرقند مجاهدا ، ومات عبيد الله باليمن ، وقيل بالمدينة ، وعبد الله مات بالطائف.
وكانت فضائل عبد الله بن عباس أكثر من أن تحصى ، وقد ألفت فيها التآليف ، وأكثر الكتب المؤلفة عن الطائف ملأى بأخبار عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ، ووالد الخلفاء العظام ، وهو الذي قال فيه أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه : إنه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق.
وقد روى بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه : «لو كان بعدي نبي مرسل لكان عبد الله بن عباس ، اللهم فقهه في الدين ، وانشر منه ، وعلمه التأويل ، وبارك فيه ، إنه سيدفن في الطائف ، فمن زاره فكأنما زار قبري بطيبة» روى هذا الحديث الشيخ عبد الرحمن الميورقي عن أحمد بن حاتم الموصلي ، والأشبه به أن يكون موضوعا (1).
وأما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بأن يفقهه الله في الدين ، وأن يبارك فيه ، وأن يعلمه الكتاب والحكمة ، فهذا معقول.
وقد جاء في «الصحيح» أنه صلى الله عليه وسلم ضمه إليه ، وقال «اللهم علمه الحكمة» (2) وكان عمر ابن عباس لما قبض ابن عمه الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة.
وروى السخاوي أنه صلى الله عليه وسلم دعا بالحكمة لابن عباس مرتين. وكل ما روى ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (10) أحاديث ، أو أكثر. ومثل
مخ ۲۱۷