رحله فی زمان نوبه
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
ژانرونه
وبعد إنشاء سد أسوان حدث انقلاب بمقتضاه أصبح موسم المياه المنخفضة هو موسم الفيضان في الفترة بين يونيو وأكتوبر، بينما تركب مياه الخزان الأراضي بقية السنة (شكل
5-2 )، ومعنى هذا أن معظم الأراضي التي كان يزرعها سكان النوبة في الماضي تظل تحت الماء كل السنة، وكان عليهم إقامة نشاطهم الزراعي على الأرض التي تنكشف بعد تفريغ مياه الخزان، وهذه الأراضي الجديدة لم تكن مستغلة في الماضي؛ لأنها كانت تشكل أرضا مرتفعة عن أعلى منسوب للفيضان بنحو ستة أمتار في الجنوب إلى نحو اثني عشر مترا في شمال النوبة أو تزيد، فإذا أخذنا حالة قرية سيالة التي تقع في وسط النوبة تقريبا (انظر شكل
5-3 ) سوف نجد منسوب مياه الفيضان في حدود 110 أمتار، بينما منسوب مياه الخزان هو 121 مترا، وفي الماضي كانت مناطق سيالة الزراعية بصفة عامة توجد في مناسيب أقل من 110 أمتار بعد أن تنحسر مياه الفيضان، بينما أصبحت الحقول بعد سد أسوان هي أجزاء من الأراضي التي تقع بين مناسيب 110 و120 مترا، ولقد اجتهد النوبيون في استزراع الأراضي الجديدة بالري بواسطة السواقي، تقام على آبار أو فم قنوات صغيرة تصل إلى مناسيب مياه الفيضان لجلب المياه إلى الداخل؛ من أجل زراعة محاصيل الصيف. (2) الحياة في النوبة كما صورتها كتابات القرن التاسع عشر
في أوائل القرن التاسع عشر ارتحل إلى النوبة، أو مر عبرها، عدد كبير من الرحالة والمغامرين الأوربيين، نذكر منهم السويسري جون لويس بوركهارت
J. L. Burckhardt
الذي ارتحل في النوبة عام 1813، والبولندي جوزف فون سنكوفسكي
J. Von Senkowesky (1819)، والألماني إدوارد روبل
E. Rueppell (1823)، والنمساوي أنتون فون بروكش-أوستن الذي كان مبعوث إمبراطورية النمسا إلى مصر في الفترة 1826-1833
A. Von
، والأمير الروسي هرمان لودفيج بيكلر-موسكاو
ناپیژندل شوی مخ