د زکی نجیب محمود پوهنې کې سفر
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
ژانرونه
33 (4) ثنائية ثقافية أو حضارية
إذا كانت الثنائيات السابقة، إبستمولوجية أو أنطولوجية، تمثل نظرة معرفية إلى العالم، وفهما خاصا لطبيعة الوجود الذي نعيش فيه، وكانت، من ثم، ترتبط بنظرة الإنسان الفرد إلى هذا الوجود، فإن الثنائية الثقافية أو الحضارية تعكس مشكلة المجتمع العربي الحضارية منذ خروجه من العصور الوسطى وحتى اللحظة الراهنة؛ ومن هنا تحولت هذه الثنائية إلى مشكلة تؤرق مفكرنا الكبير، كما تؤرق كل مفكر تنويري، على مستوى الوطن العربي كله، وهي تتلخص في محاولة الإجابة عن هذا السؤال: «كيف السبيل إلى ثقافة نعيشها اليوم، بحيث تجتمع فيها ثقافتنا الموروثة مع ثقافة العصر الذي نحياه، شريطة ألا يأتي هذا الاجتماع بين الثقافتين تجاورا بين متنافرين، بل يأتي تضافرا تنسج فيه خيوط الموروث مع خيوط العصر نسج اللحمة والسدى؟»
34
تلك هي المعضلة التي تتحدى المثقف العربي في زماننا ولا يدري حتى هذه الساعة كيف يحلها؛
35
ولهذا يسعى مفكرنا إلى الوصول إلى حل يؤدي بمصر خاصة، وبالوطن العربي عامة، إلى بعث جديد نواكب به العصر وفكره وحضارته، دون أن نفقد هويتنا التاريخية.
36
ولهذا تراه يصف هذه المشكلة بأنها أم المشكلات في حياتنا الثقافية: «لست أتردد لحظة حين أقرر بأن أم المشكلات الثقافية الراهنة، هي محاولة الكشف عن صيغة لحياتنا الفكرية والعملية، تجمع لنا في طيها طرفين؛ إذ تحافظ لنا على خصائصنا العربية الأصيلة، وفي الوقت نفسه تفتح لنا الأبواب على مصاريعها، لنستقبل في رحابة صدر أسس الحضارة العصرية كما يحياها اليوم روادها ...»
37
وهو يطلق عليها أحيانا اسم «مشكلة الأصالة والمعاصرة»، وربما كان هو أول من استخدم هذين المصطلحين، ويصف قضية الجمع بين أصالتنا وضرورة معايشتنا لعصرنا، بأنها كانت أهم ما تعرض له من اهتمامات بالتفكير والكتابة، إذا ما استعرض حياته الفكرية من أولها إلى آخرها ...
ناپیژندل شوی مخ