د زکی نجیب محمود پوهنې کې سفر
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
ژانرونه
وهكذا تندمج الذات الفردية في ذات أوسع منها وأشمل؛ ليصبح الفرد بهذا الدمج جزءا من أسرة أو جماعة أو من أمة أو من الإنسانية كلها ... إلخ.
لكن ماذا نحن صانعون إذا تعارض ولاء وولاء، كأن يتعارض في موقف معين ولاء فرد لأسرته وولاؤه لأمته؟! الجواب: أن نختار الطريق الذي يتيح للفرد تكاملا في شخصيته بدرجة أعلى، فهل يكون إنسانا أكمل إذا هو انتمى إلى أسرة قوية وأمة ضعيفة، أو إذا انتمى إلى أسرة ضعيفة وأمة قوية؟! الإجابة تكاد تدل على نفسها؛ وهي أن البديل الثاني أفضل وأكمل وأسمى؛ ومن هنا لك أن تسأل نفسك: أيكون الولاء والتضحية بدمائنا وأروحنا لمصري أم لمصر؟!
95
المجموعة الرابعة (أ ) وضع المرأة
لا نريد أن نسهب طويلا في أمر المفاهيم الاجتماعية، بل يكفي أن نقول إنه كان يتلقف ما يظهر في حياتنا الاجتماعية من أفكار وقيم، ليقوم بتشريحه بنفس الفاعلية العقلية التي قدمنا لها فيما سبق مجموعة من الأمثلة. ولقد كتب عما أسماه «بالردة في عالم المرأة»، ورسم لها صورة في غاية الأهمية، ذهب فيها إلى أن «أبشع جوانب الردة في حياة المرأة اليوم ليس هو أنها تريد أن تتعلم إلى آخر المدى فيمنعها أحد، وليس أنها تريد أن تعمل بما تعلمته فيمنعها أحد ... وإنما الجانب البشع من تلك الردة هو أن المرأة اليوم تريد أن تجعل من نفسها وبمحض اختيارها، حريما يتحجب وراء الجدران أو يتستر وراء حجب وبراقع، وكأنها الفريسة السهلة تخشى أن تتخطفها الصقور. أما أن تحصن نفسها بقوة الروح، وبالشعور بكرامتها إنسانة واعية مستنيرة، فذلك زمن أوشك على الذهاب مع ذهاب رائدات الجيل الماضي. ألا ما أبعد الفرق في حياة المرأة المصرية بين الليلة والبارحة؛ ففي بارحتها ألقت بحجابها في مياه البحر عند شواطئ الإسكندرية.
96
إيذانا بدخولها عصر النور، وأما في ليلتها هذه فباختيارها تطلب من شياطين الظلام، أن ينسجوا لها حجابا يرد عنها ضوء النهار ...»
97 (ب) الرأي العام
ولعل من أجمل التحليلات التي قام بها في الميدان الاجتماعي تحليله لفكرة «الرأي العام»، الذي وصفه بأنه «الإله الزائف الجديد»، وقال عنه إنه «ذو وجهين» وهو بوجه منهما لا عيب فيه إذا نزعت عنه شوكة التأليه، ولكنه بوجهه الآخر الذي يتسلح فيه بتلك الشوكة الرهيبة، ينقلب إلى طاغية يسحق فردية الأفراد سحقا ليحيلهم إلى أشباح وظلال: «فقد يحدث أن نرى العالم من علمائنا قديرا في علمه وهو في ميدانه، لكنه ما إن يفرغ واجبه إزاء تخصصه العلمي، حتى يسرع الخطى لينخرط مع الرأي العام فيما هو غارق فيه، من تهاويم قد تبلغ أحيانا كثيرة حد الخرافة.»
98
ناپیژندل شوی مخ