د زکی نجیب محمود پوهنې کې سفر
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
ژانرونه
79
ومن المفاهيم الدينية التي عالجها أيضا «الدين» و«التدين» و«علوم الدين»، عندما رأى خلطا في رؤية الناس لها حتى أهل التخصص منهم «فالدين قائم في نصوصه المحددة ... ثم يأتي الطرفان الآخران: من يؤمنون بذلك الدين وهم من يصفونهم «بالتدين»، ثم علوم الدين التي تقام على النصوص كما سبق أن رأينا. فعلم الدين لا هو «الدين» ولا هو «التدين»، إنما هو فاعلية عقلية تقوم على الدين. ولقد لبث الإسلام «دينا» للمؤمنين «يتدينون» بمبادئه وتعاليمه، قبل أن يظهر الفقهاء ليقيموا عليه العلم بمنهج التفكير العلمي، وعندما نزلت الآية الكريمة:
اليوم أكملت لكم دينكم ، «كان قد كمل دين الإسلام ودخل الناس أفواجا ، ولم يكن قد كتب بعد سطر واحد في أي علم من علوم الدين؛ مما يقطع بأن الدين نفسه شيء، والمتدينون به شيء ثان، والعلوم التي تقوم عليه شيء ثالث.»
80
ولك أن تقرأ مقال «الشيطان الأخرس» لترى كيف كان يتصدى مفكرنا للمفاهيم الدينية الخاطئة بالتحليل والتفنيد فور ظهورها في الصحف اليومية؛ فلو نشر واحد من أئمة الدين في جريدة الأهرام «أن رجال الشريعة قادرون على أن يقولوا كلمتهم في كل شيء»، يكون تحليل مفكرنا «لو كان الأمر كما قال القائل لوجب منذ الغد أن تغلق الجامعات جميعا، ومراكز البحث وغيرها مما يريد أن يبلغ شيئا من الحق، لا نبقي إلا على كلية الشريعة لأنها تعلمنا «كل شيء» ...!»
81
المجموعة الثالثة: مفاهيم قومية وأفكار وطنية (أ) العروبة
في اعتقادي أن مفكرنا الكبير كان متحمسا لجعل «العروبة» مفهوما ثقافيا، وليس فكرة سياسية، فقد كتب يقول: «ليست عروبة العربي قرارا سياسيا تصدره مؤتمرات القمم أو مؤتمرات السفوح والوديان ... بل هي مركب ثقافي يعيشه في حياته اليومية، ولا يستطيع العربي نفسه أن ينسلخ عنه إذا أراد ... وأن يعيده إليه إذا أراد ... لا ... ليست عروبة العربي قميصا يلبسه إذا شاء ويخلعه إذا شاء، بل هي خصائص توشك أن تبلغ منه ما يبلغه لون الجلد والعينين ...»
82
فما هي هذه الخصائص:
ناپیژندل شوی مخ