حوار مع مصممة الأزياء آنا سوي
هل شهدت نقطة تحول في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتك أدت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الأزياء؟
عندما كنت في الرابعة من عمري، كنت أتحدث بالفعل عن رغبتي في أن أصبح مصممة أزياء (تخبرني صديقتي المقربة منذ سنوات الحضانة، كاندي، بهذا). أنا لست متأكدة بالضبط من أين واتتني هذه الفكرة لأول مرة، لكن على الأرجح كانت من شيء شاهدته على شاشة التليفزيون. كنت أعتقد دوما أن المصمم تكون لديه أقمشة جميلة وكراسة رسم كبيرة ويفصل الملابس على المانيكانات ثم يخرج لتناول الغداء. بدت لي حياة مبهرة للغاية. كنت أذهب دوما لشراء الأقمشة مع والدتي، كنت أشاهدها تحيك الملابس وآخذ قطع الأقمشة الصغيرة وأصنع منها ملابس للدمى. وبمجرد إدراكي لكيفية إعداد الباترونات ، بدأت أصنع أشياء لنفسي لأرتديها في المدرسة.
هلا تصفين لي كيف حصلت على وظيفتك الأولى في مجال التصميم؟
في عامي الثاني بكلية بارسونز لتصميم الأزياء بجامعة ذا نيو سكول بنيويورك، سمعت مصادفة اثنين من الطلبة في السنة النهائية يتحدثان عن فرصة للعمل مع إريكا إلياس في شركتها «تشارليز جيرلز». أسرعت إلى هناك وأنا أحمل سجل تصميماتي الدراسي، وحصلت على الوظيفة. كنت سعيدة للغاية؛ فقد كانت هذه تقريبا أفضل وظيفة يمكنني الحصول عليها؛ لأن إريكا خصصت لي غرفة تصميم أعمل فيها بمفردي. كانت لدي عاملات حياكة، وكان لدي مساعد لتفصيل الملابس على المانيكانات. وكانت لديهم خمسة أقسام مختلفة؛ لذلك استطعت تصميم ملابس سباحة وملابس رياضة وسترات. تعلمت أيضا كيف أصنع كل شيء. كانت صاحبة عمل قاسية للغاية، لكن لولا هذه التجربة لا أعتقد أني كنت سأحصل على الفرص نفسها التي حصلت عليها فيما بعد. وعندما أغلقت شركة تشارليز جيرلز، ظل اسم إريكا يفتح الأبواب لي أمام كبرى بيوت أزياء الملابس الرياضية الأخرى.
بورتريه لآنا سوي، 2011. تصوير: جوش جوردان. الصورة بإذن من آنا سوي.
في عام 1981، كنت مهتمة بطرح مجموعتك الخاصة، لكنك لم تكوني متأكدة تماما من كيفية البدء. ما الذي قادك إلى طرح مجموعتك؟
كان لدي بعض الأصدقاء الذين يصنعون الحلي وكانوا يحاولون بيعها في معرض تجاري كبير في نيويورك. صنعت خمس قطع من الملابس، وطلبوا مني الاشتراك معهم بها في مكان العرض الخاص بهم. وقد أسعدني حصولي على طلبات من متجري مايسيز وبلومينجديلز (وظهرت في إعلان في صحيفة ذا نيويورك تايمز)! في ذلك الوقت، كنت أعمل مع شركة تدعى جلينورا. رأى صاحب الشركة الإعلان وقال: «ألا تعمل هذه الفتاة معنا؟ لماذا يوجد لها إعلان في تلك الصحيفة؟» وقال إنني إن لم أتوقف عن عملي الجانبي، فإنه سيطردني من العمل. كان لزاما علي تلبية كل هذه الطلبات؛ لذلك طردت من العمل. وبهذه الطريقة، بدأت عملي الخاص.
لم يقم عرض أزيائك الأول إلا في عام 1991، أي بعد عشر سنوات من بدء عملك التجاري . لماذا لم تقرري إقامة العرض قبل ذلك، وما الذي حثك على تقديم عرضك الأول؟
حتى ذلك الوقت، لم أكن أتصور محاولة تقديم عرض أزياء فعلي؛ لأنني شخصية عملية للغاية في الجانب التجاري. كان كل أصدقائي في ذلك الحين يعملون في مجال الأزياء، بما في ذلك المصور ستيفن مايزل، ومنسق الأزياء (الذي أصبح فيما بعد محرر أزياء) بول كافاكو، ومصفف الشعر جارين، وخبير المكياج فرانسوا نارس، بالإضافة إلى بعض من أشهر عارضات الأزياء في هذا الوقت، مثل ليندا إيفانجيليستا وناعومي كامبل وكريستي تورلينجتون، اللاتي كانت تربطني بهن جميعا علاقات على المستوى الاجتماعي. كانت شقتي أشبه بمنتدى اجتماعي؛ فقد كان الجميع يأتون إليها ويقضون وقتهم فيها، كما كانت حفلات أعياد الميلاد تقام دوما في منزلي. كنا جميعا يعرف بعضنا بعضا جيدا؛ فاتفق أصدقائي كلهم معا لتشجيعي بأن ذلك كان هو الوقت المناسب للتفكير في إقامة عرض للأزياء. كان هذا في ذروة عصر «ملابس السلطة» في ثمانينيات القرن العشرين، وكانت شركات مثل شانيل ولاكروا وفيرساتشي في الصدارة؛ ولهذا بدا التنافس أمام هذه الشركات أكثر شيء مروع فعلته على الإطلاق؛ فشعرت أنه يتحتم علي أن أعبر عن نفسي وأقدم رؤيتي في عرض ينافس عروض بيوت أزياء ذات أسماء عريقة. وأسهم الجميع في تجهيز هذا العرض الأول؛ من حيث الإنتاج وتصفيف الشعر والمكياج وعارضات الأزياء. كان الأمر مؤثرا للغاية بالنسبة إلي، وقد كنت محظوظة جدا بالحصول على مساعدة من كل هؤلاء الأشخاص الموهوبين للغاية.
ناپیژندل شوی مخ