يوجد تعارض كبير؛ فالأمر صعب لأنك في كثير من الأحيان تخاطر وتتحمس لشيء مختلف تماما ويشتريه العميل ويحبه، لكنك عادة ما تتعقل وتتساءل متى يتحتم عليك التضحية بأحد التصميمات لتحقق رواجا تجاريا أكبر. أطرح على نفسي هذا السؤال مرة في الأسبوع على الأقل، إن لم يكن أكثر. أحيانا تفلح مخاطراتك، وفي أحيان أخرى، لا.
يمكن العثور على ملابس وإكسسوارات من تصميمك في متاجر نانيت ليبور التسعة حول العالم، بما في ذلك نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاجو ولاس فيجاس وبوسطن وتشيفي تشيس ولندن وطوكيو، وكذلك في المتاجر المتخصصة، مثل سكوب وأوليف وبيتس، وكذلك في المتاجر الكبرى، مثل نيمان ماركوس وبيرجدورف جودمان وساكس فيفث أفينيو وبلومينجديلز. ما النصيحة التي تودين تقديمها لمصمم أزياء طموح يبذل قصارى جهده في محاولة الحصول على أول تعاقد له مع متاجر البيع بالتجزئة؟
لقد عملت في مجال البيع بالتجزئة من قبل؛ لذلك كنت أعرف من أستهدف عندما بدأت في إطلاق مجموعتي. يجب عليك إعداد قائمة بالعملاء المستهدفين. ألق نظرة على الأماكن التي تريد التعامل معها. لا تخدع نفسك بشأن تكلفة الأشياء؛ فكلما قل السعر زاد عدد العملاء الذين يمكنك اكتسابهم؛ فالناس غير مستعدين لدفع أسعار عالية لملابس تحمل اسم مصمم غير مشهور. ومن النادر للغاية أن يصل المرء بين عشية وضحاها إلى أسعار الملابس التي تحمل علامة المصمم. عندما عدلت أسعاري لتميل أكثر نحو أسعار الملابس العصرية، حقق مشروعي رواجا؛ لأنني كنت أتأرجح لوقت طويل بين أسعار الملابس العصرية وأسعار الملابس التي تحمل علامة المصمم، ولم يكن الأمر ناجحا. حاول الاستماع إلى نصيحة الناس من حولك ومن تحترمهم وتقدرهم. يعتبر متجر بارنيز أولى متاجر البيع بالتجزئة التي يتجه إليها كثير من المصممين؛ لأنه مستعد وراغب في التعامل مع المصممين الجدد. اخرج في جولات بيع بسيارتك ومعك الملابس التي صممتها، واستهدف المتاجر التي تريد أن تعرض فيها ملابسك، ونظرا لترددك على المتاجر مباشرة، عليك أن تكون لحوحا بعض الشيء ومثابرا، لكن لا تبالغ في إلحاحك. كذلك عليك ألا تشعر بالإهانة من التردد على المتاجر بحقيبة سفر بها تصميماتك لإبهار القائمين عليها. كن ذكيا في عرض تصميماتك على موقع إلكتروني لتحاول بيعها عبر شبكة الإنترنت.
موقعك الإلكتروني جذاب ورائع للغاية! هل تلعبين دورا أساسيا في تحديثه ومتابعته؟
نعقد بالفعل اجتماعا عندما يتعلق الأمر بتغيير كبير بخصوص الموقع الإلكتروني؛ لذا عندما يوجد أي شيء يريدون تغييره فيه، فإنهم يعرضونه علي. كما أن لي رأيا في كل شيء يعرض علي، ورغم أنني لا أشارك في التفاصيل الفعلية لتنفيذ هذا الأمر، فإن لي مشاركة حقيقية في الجوانب الجمالية للموقع.
من المذهل أن 85 بالمائة من مجموعتك يصنع في مدينة نيويورك، وأقسام التصميم وإعداد الباترونات والإنتاج والشحن موجودة في أستوديو تصميماتك بحي الموضة في مدينة نيويورك. كيف تستطيعين تقليل التكاليف؛ حيث إنك لا تستطيعين الاستفادة على نحو مباشر من تقليل تكلفة العمالة من خلال تعهيد عمليات التصنيع خارج البلاد؟
بوضع حجم مشروعي التجاري في الاعتبار، لن تكون المصانع الآسيوية أرخص كثيرا؛ فعندما استعنا بالمصادر الداخلية لتصنيع الكثير من الأشياء، وجدنا أن تكلفة التصنيع هنا قريبة جدا من تكلفة التصنيع خارج البلاد؛ فعندما تصنع منتجاتك في الصين وتستوردها إلى هنا وتدفع رسوم الاستيراد والشحن، تصل عادة إلى نفس تكلفة التصنيع هنا. وأنا أفضل أن تكون لدي القدرة على التحكم في عملية التصنيع والحفاظ على وتيرتها ومتابعتها كل يوم. وعندما أصنع هنا داخل البلاد أحصل على جودة أفضل، ورقابة أفضل على المخزون، وقدرة أفضل على إتمام العمل في موعده المحدد وإعادة تزويد شخص يجيد البيع بالبضائع، وأستطيع استخدام أقمشة عالية الجودة. وفي رأيي، هذا يفوق كثيرا أي فروق هامشية في التكلفة قد تبرز إذا ما جرى التصنيع في الصين أو الهند. أشعر بعدم الرضا تجاه أي شيء أصنعه في الخارج؛ فلا أشعر أبدا أن المقاسات تكون مضبوطة مثل الملابس التي نصنعها في نيويورك، ولا أشعر أبدا بأن خامة الأقمشة بنفس جودة الخامات التي بمقدوري الاستعانة بها عند عملي في نيويورك. عندما أعمل في نيويورك، أستورد الأقمشة الإيطالية لأني أستخدم كمية كبيرة من نفس الأقمشة التي يستخدمها مصممو الأزياء الراقية؛ فنحن نتعامل مع مصانع الأقمشة الإيطالية ثم نستورد الأقمشة إلى نيويورك ونقصها ونحيكها هنا. وأنا لا أستطيع توريد الأقمشة الإيطالية إلى الصين؛ إذ سيكلفني هذا مبالغ طائلة بسبب الرسوم الجمركية التي يفرضونها؛ ومن ثم، يجعلون الأمر مستحيلا.
مجموعة أزياء ربيع/صيف 2012 لنانيت ليبور. تصوير: ماريا فالنتينا، 2011.
قدت، مع مصممة الأزياء آنا سوي وعدة مصممين آخرين ومنظمات وشركات أخرى، حملة «أنقذوا حي الموضة» في محاولة لإنقاذ حي الموضة بمدينة نيويورك. ما الذي دفعك إلى المشاركة في هذه الحملة، وما الذي لا يزال يتعين عمله؟
لقد سمعت أن حي الموضة كان مهددا بالنقل إلى خارج البلاد. وأنا لن أترك هذا يحدث، وأدركت أنه يتحتم علي مواجهة الأمر على نحو مباشر؛ فهنا يوجد المصممون الصغار لأن المصانع موجودة هنا، وسوف نفقد كل هؤلاء بمجرد إغلاق هذه المصانع. كما تأتي الصحف العالمية والمشترون إلى هنا بسبب وجود كثير من المصممين الأمريكيين الصغار؛ لذلك نحن بحاجة إلى نشر الدعوة لحماية هذا الحي، ونحتاج إلى مشاركة أكبر من مجتمع المصممين بالكامل. وثمة التزام أخلاقي يتمثل في ترك إرث للأجيال المستقبلية والحفاظ على سلامة حي الموضة. أريد أن أترك إرثا لابنتي وللمصممين الذين سيأتون من بعدي.
ناپیژندل شوی مخ