307

المحل وهم يريدون السعة والقرب من القلعة التي هي محل الباشا وأكابر دولته وزرنا كذلك غالب من بالقرافة الصغرى من الصالحين وزرنا قبر الشيخ خليل رضي الله عنه وقبر شيخ الشيخ أبي عبد الله المنوفي وهما في مكان واحد وبقربهما تربة الأئمة اللقانيين وزرنا أيضا قبر السلطان المرحوم الملك المعظم المهاب العدل المعدود من الأولياء الأتقياء كما ذكر غير واحد من الأئمة السلطان قايت باي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركاته وعلى قبره بناء عظيم وبازائه مسجد متقن ومحلات لسكنى الفقراء ولقيم القبر وهو لا يخلو من عمارة وعند رأس القبر حجر منبي عليه بناء حسن فيه اثر قدمين شاع عند الناس أنها قدما النبي صلى الله عليه وسلم وهناك حجر آخر فيه أثر قدم أخرى يقال أنها قدم الخليل والناس يزورونهما ويذكرون أنها من الذخائر التي ظفر بها قايت باي أيام سلطنته فجعلت عند قبره رجاء بركاتها ولا يبعد ذلك فقد كان ملكا عظيما عدلا موقرا مهابا محببا إلى الخلق ذا سيرة حسنة في الرعية واجتهاد في عبادة ربه إلا أنه لم نر من نص على أنه ظفر بشيء من هذه الآثار من المؤرخين بل قد ذكر جماعة من حفاظ المحدثين أن ما استفاض واشتهر خصوصا على ألسنة الشعراء والمداحين من أن رجل النبي صلى الله عليه وسلم في الحجر لا أصل له ولم يذكر أحد أن أثر الخليل عليه السلام موجود في غير حجر المقام.

أقول قال شيخنا المذكور قال شيخنا العياشي في رحلته وبالمدينة المنورة ومكة والقدس آثار يقال أنها آثار بعض أعضاء النبي صلى الله عليه وسلم من قدم ومرفق وأصابع والله اعلم بصحة ذلك ولكن لم يزل الناس منذ أعصار يتبركون بها من العلماء والصلحاء ويقتفي الأخير منهم الأول قال فلأجل ذلك لما دخلنا إلى مزار السلطان المذكور صب القيم على الأثرين شيئا من ماء الورد فغمسنا فيه أيدينا ومسحنا به على وجوهنا ورؤسنا وأبداننا رجاء البركة بحسن النية وجميل الاعتقاد لأن المنسوب إليه ذلك عظيم ورائحة النسبة مع حسن النية كاف في ظهور الأثر

مخ ۳۳۱