أعطى.
وعشية هذا اليوم نزلنا قرب معطن مقرب (1) وفي ذلك المنزل مات المجروح المذكور وقد مات لنا جمل فيه حقق الله ثوابه وأعطى عوضه.
ثم ظعنا إلى أن وصلنا معطن مقرب عند صلاة الضحى فسقى الناس نهارا وذهبوا إلا أن البعض لم يحص المقصود إلا عند الزوال وتخلفنا معهم وذلك أصحاب الشيخ وبعض الحجاج فلحقنا بعد الظهر بالركب نازلا ينتظر المتأخر ثم أن الله أغاث الحجاج بعد ذلك بالمطر الكثير بحيث استغنينا عن المعاطن إلى الشمامة لكثرة الغدير بل أحواض الماء في كل أرض مبسوطة وكذا الخصب والحمد لله على بسط نعمه ومنته الوافرة علينا ببركة أهل الفضل من العلماء العاملين والفقراء المحبين بل وجد في ركبنا هذا كل صنف من أصناف أهل الخير وقد رحم الله ركبنا وعم وابل الفضل علينا فغير المزكوم بالعاصي يشم شذا أنوارهم ، وسواطع أسرارهم ، وعطر أحوالهم ، فمن الله علينا بمحبتهم ، إذ من لا خير فيه يتذكر الله برؤيتهم ، وقد قالوا إن علامة الولي إذا رأيته تذكرت الله أقل المراتب أن يقول هذا فمن يخشى الله ويتقيه.
وبعد ذلك ظعنا نحو المرحلتين فكان أول شوال فصلينا العيد بين معطن مقرب والمدار (2) ولما صلينا العيد ظعنا ونحن على المياه السماوية والخضر العشبية والشكر لله تعالى فلما وصلنا للمدار وجدنا ماء السماء أكثر ولم نر من المعاطن بعد التميمي إلا مقرب وأما الطرفاوي وجرجوف والجميمة فقد استغنينا عن جميعها والحمد لله على ذلك وظعنا من المدار ومررنا على العقبة الصغيرة ووجدنا الماء في أطرافها أعني ماء
مخ ۲۸۵