مواضع قرب تونس قبر الشيخ البركة الولي الصالح والبدر الواضح سيدي حسن السجومي نفعنا الله به وأفاض علينا من بركاته من أصحاب القطب الرباني والغوث الصمداني أبي الحسن الشاذلي من الأربعين يسمى اليهودية حسبما اشتهر ذلك في أول الزمان إلى الآن ويحتمل ما ذكر في الرسالة هذين الموضعين إذ كلاهما من أفريقية غير أن سيدي أحمد بن ناصر لا يعلم هذا الموضع. ثم قال وماؤها لا فرق بينه وبين ماء البحر ثم قال الشيخ بن ناصر قلت وبرقة مسافة شهرين من الإسكندرية إلى أفريقية وكانت متصلة العمارة لا تكاد تسير فيها بريدا ليس فيه أثر بناء ورسوم عمارة داثرة وقد جاء الإسلام وغالبا عامر ثم لم تزل عمارتها تضعف من موج الرعية وظلم بعضهم بعضا إلى أن خرج عرب هلال من مصر أواخر الرابعة وأوائل الخامسة فخربوا البلاد واستولوا على القرى فأفسدوها وخلت البلاد من يومئذ والبقاء لله الواحد القهار وبعد اليهودية الكحيلة وماؤها ذو حمأة لا يكاد يشرب وفي قربها الحدادية وهي بئر مستطيلة وماؤها ذو حمأة أيضا وهذه السواني كلها باقية إلى الآن وقد سقينا دوابنا من الجميع حال رجوعنا وأما الطلعة فقد كثر ماء السماء فاستغنينا به عن جميع الآبار إذ هذه المياه لا تصلح إلا للمضطر إذ ماؤها مر ومع ذلك فيه بعض الملوحة لكن يختلف ذوقه وقد يتقوى ذلك بحسب كثرة الأمطار وقلتها.
ثم بعد ذلك مررنا على سبخة مقطع الكبريت وفي أعلاها معدن الكبريت في آبار كثيرة يحمل منها الطين ومن هناك يحمل إلى طرابلس وكذلك إلى مصر والإسكندرية ويذهب منها مع الركب إلى مصر في كل سنة أحمال كثيرة غير أن الذي يريده يتقدم الركب إلى أن يقضي حاجته فيلحق الركب في الذهاب والإياب لما في الكبريت من منافع الإبل.
وبعد ذلك نزلنا المنعم وهي أحساء بساحل البحر ماؤها طيب عليها كثبان من
مخ ۲۶۵