قال شيخنا العياشي والحاصل أن من رأى ذلك استغرب أن تكون قدرة البشر واصلة إلى ذلك المقدار وعلم أن دهرا أفنى أولائك الأقوام جدير بأن يستأصل شأفة الأنام قال وفي هذا البلد تلقانا الشيخ الأخ في الله سيدي علي بن عبد الصادق في جماعة من طلبته وشيعنا وبات معنا وبالغ في القرى وأحضر تمرا وشعيرا وخبزا ودجاجا ولحما جيدا ودلاعا كثر الله خيره وهذه البلدة مثل التي قبلها انتهى بالمعنى وأكثره باللفظ مع زيادة من عندي ونقصان بما يناسب كل مقام.
تنبيه ما ذكره سيدي أحمد بن ناصر شيخ شيوخنا من أن سيدي علي بن عبد الصادق من بلدة زليتن فيه نظر أو أنه سبق قلم أو نسيان أو أنه أتى إليه ولقيه في ذلك الوطن وظن انه منه وأما احتمال أنه انتقل الشيخ من وطنه الذي هو ساحل حامد فأني قد سألت عنه وفحصت عن هذا الخبر فقال لي من يوثق بخبره أنه لم ينتقل من ساحل حامد أصلا غير انه يحتمل فاللائق الذي يعتمد لعيه هو الأول وإلا فالشيخ لا طيش معه لأنه في غاية التمكين رضي الله عنه ونفعنا به آمين.
تتمة بلدة زيلتن هذه الآن عامرة أكثر من ساحل حامد بزيادة عظيمة وشجرها أكثر منها وكذا كل نوع إلا أكثر ففيها الآن الخير العظيم دينا ودنيا.
وفي هذه البلدة فضلاء وصلحاء وعلماء وفي الرجعة اجتمعنا مع علماء الوقت كالفاضل الكامل الأديب الفقيه سيدي سالم وإخوانه وطلبته وقد عمر أوقاته بتدريس العلم نحوا وفقها وله فهم جيد.
وهذا سيدي سالم الفطيسي فانه أجاد في إكرامنا نهارا وعزم بنا إلى بيته تبركا بنا أحسن الله إليه إحسانا كليا وأتم عليه ما هو به وعلى ذريته وإخوانه إلى قيام الساعة فقد أقرى لنا لحما وكسكسا وتمرا ورمانا بحيث عدد علينا أنواع القرى والقرى
مخ ۲۲۶