من عبادة كذا وكذا سنة كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وكفى بهذا شرفا وفضلا وأما ذكر بيع حاجة كقوله بعت جملاا ، ودعته وغير ذلك من الأخبار بما يخصه فلان تعلم أن الفضل والشرف ليس بترك الأسباب وإن التوكل لا ينافي ذلك لقوله تعالى ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) ولم يقل رجال لا يتجرون ولا يبيعون وأيضا الفاضل لا يقف عن خدمة نفسه ودابته وضيفه وشيخه وأهل الخير والصلاح بل الشرف ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتولى ذلك بنفسه فكيف بغيره فصاحب الرحلة حين أخبرك بأنه فعل كذا كأنه قال لك السنة في هذا الطرق فعله إذ التوكل في القلب وهو لا ينافي الأسباب بل فعلها يقويه ويؤيده لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعظم المتوكلين فانه يبيع ويشتري ويأخذ الزاد ويلاقي الرفاق ويصحب الرفقة وينزل على الماء ويتزود منه وأخبار صاحب الرحلة بأنه فعل ذلك ليقتدي به كما اقتدى هو به صلى الله عليه وسلم وقد قال الإمام الشافعي الشريف لا يأنف من ثلاث خدمته لنفسه ولدابته ولضيفه كما ذكره الشعراوي فإذا علمت هذا علمت أن ذكر ذلك ذكر لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك فائدة وشرفا لهذا اللم فلا يحل لامرئ مسلم أن يقول تأليف هذا من العبث إذ هو الطريق وبيانها كبيان الطريق الموصلة إلى الله تعالى لأنها توصل إلى بيته بل توصل إلى رضاه وأي علم أشرف من هذا العلم وفائدته ظاهرة هذا وأن علم أمور الرحلة وبعض علم التاريخ يرجع إلى علم سيره صلى الله عليه وسلم فاعلم هذا فان فيه فضلا عظيما وأيضا النفس إذا علمت الطريق اشتاقت إلى الذهاب إلى بيت الله الحرام وأيضا معرفة الاستطاعة وعدمها إنما تكون ببيان المراحل وصعب الأماكن وسهلها وبيان المسافة بين المطاعن وبيان العذب منها وغيره ليعرف ما يتزود من الماء وقدر ما يعرفه من الأحمال وكل ذلك يحتاج فيه إلى تصور الطريق بالتفصيل ليعرف الإنسان حصول الاستطاعة لنفسه فيجب عليه أو عدمها فلا لأن الحكم
مخ ۱۸۰