119

الزرائب فبتنا قبل وصولها وكنا في ذلك اليوم قد توافينا بإبل كثيرة للبيع فاشترى منها أخونا سيدي أحمد الطيب ما شاء الله ومع ذلك هي أرفق مما سبق من بسكرة وقرية مدوكال وفي هذا اليوم لقينا ولد الشيخ الجيد الذي أزمة العرب في يده وأيضا كلمته مقبولة ومنفذة عند الترك الحاج بن فانة وكان رجلا عاقلا مطمئنا في نفسه ثقيلا يأخذ كثيرا بيد الضعيف ولذا لم يخب سعيه ولا أنكشف رأيه قدام ما معه من الستر والعافية عليه مع تداول أولي الأمر على وطن قسنطينة وعادتهم إذا جاء وال جديد غير أهل الدولة الأولى ورد ما يصلح به من أصحابه وهو والحمد لله مقبول محبوب عند كل متول وسبب ذلك دعوة أهل الخير وفق الله الكل إلى صالح القول والعمل ثم بعد ذلك ارتحلنا ووصلنا قرب الزرائب بل نحن البغالة تقدمنا إلى القرية فخرج ألها إلينا متسوقين (1) بالبنادق والحياك والغنم غير أن بعضهم فهمنا منه أنه يريد الخطفة لأنه قد كثر الراكب من أهل الركب ونحن كذلك حتى وصل آخر الناس إذ جاؤا مفترقين فأتوا من غير بقاء أحد عندهم خوفا من الخطفة على أنهم منعوا (2) أن يمر أحد وسط القرية خوفا من غوائل الركب.

نعم الطريق التي يهبط الناس معها ضيفة إلى الوادي والركب والحمد لله لم يكن أعظم منه وما طلع ركب من المغرب مثله في الكثرة فلما ضاق الطريق بالناس ذهب الناس واحدا بعد واحد ومر حولا بعد مر حول وقد تقدمت أنا وجماعة من الفضلاء إلى أن وصلنا إلى روضة الشيخ سيدي حسن الكوفي الذي قبره قرب الوادي فنزلنا عنده وزرناه ومن بركته أن الوادي أخذ أطراف الأرض القريبة له لقوته حين حمله وهو إذا وصل قرب الشيخ نكص على عقبيه (3) ورجع على حاله

مخ ۱۳۶