يجتمع إليه أمره فزحف إليه عقبة فتنحى أمامه فقال له قومه لم تتنحى عنه والرجل في خمسة آلاف ونحن في خمسين ألفا فقال لهم نعم لكنهم في الزيادة والرجل قد افترق عليه عسكره وليس عنده من يمده فلما صار عقبة يريد أفريقية زحف إليه البربري وكان أكثر المسلمين بالقيروان مع زهير بن قيس فوافى كسيلة عقبة بمقربة من تهودة فنزل وركع ركعتين وقال أطلقوا أبا المهاجر فأطلق فقال له ألحق بالمسلمين وقم بأمرهم وأنا أغتنم الشهادة فقال له أبو المهاجر وأنا أغتنمها معك وكسر كل واحد منهما جفن سيفه وكسر المسلمون أجفان سيوفهم وأمرهم أن ينزلوا ولا يركب منهم أحد وقاتل المسلمون قتالا شديدا حتى بلغ منهم الجهد وكثرت فيهم الجراح وتكاثر عليهم العدو وقتل عقبة وأبو المهاجر ومن معهما من المسلمين ولم يفلت منهم أحد وأسر محمد بن أوس الأنصاري ويزيد بن خلف القيسي ونفر معهما ففاداهم صاحب ففصه وبعث بهم إلى زهير بن قيس ومن معه من المسلمين بالقيروان وأراد زهير الانصراف من أفريقية إلى مصر فقيل له أهزيمة من أفريقية إلى مصر فعزم على القتال وكان تبيع ربيب (1) كعب الأحبار فقال له لمن تراها فقال لرجل من بلي وأنت رجل من غسان فقال زهير الله أكبر أنا والله رجل من بلي جني جدي جناية في قومه فلجأ إلى غسان فاجتمع إلى كسيلة جمع أهل المغرب فزحف يريد القيروان فاضطرمت أفريقية نارا وعظم البلاء فقام زهير في الناس خطيبا قال يا معشر المسلمين أصحابكم قد دخلوا الجنة إن شاء الله وقد من عليهم بالشهادة وهذه أبواب الجنة مفتوحة فأسلكوا مسلك أصحابكم أو يفتح الله عليكم دون ذلك فقام حنش الصنعاني فقال لا والله لا نرى قولك ولا لك علينا من طاعة ولا ولاية ولا نرى أفضل من النجاة بهذه العصبة من المؤمنين فمن أراد منكم القفول فليتبعني ثم رحل فنزل بقصر الماء واتبعه الناس ولم يبق مع زهير إلا أهل بيته في عدد قليل فلما رأى
مخ ۱۲۸