سفر
رحلة
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
ژانرونه
جغرافیه
وحربًا على عدوه وسمامًا، وصلوا في مظاهرته جدًا واعتزامًا، وقطعوا في ذات الله وابتغاء مرضاته أنسابًا وأرحامًا، حتى ملأوا الأرض إيمانًا وإسلامًا، وأوسعوا الجاحد والمعاند تبكيتًا وإرغامًا فأصبح الدين بسامًا ووجه الكفر والباطل عبوسًا جهامًا. صلى الله عليه وعليهم ما عاقب ضياء ظلامًا، صلاة ترجح القبول ميزانًا، وتبوئ عند الله مقامًا.
والرضى عن الأئمة الأربعة، الهداة المتعة، مصابيج الأمان ومفاتيح السنة الذين أحسنوا بالعلم قيامًا وكانوا للمتقين إمامًا.
أما بعد فإن الله سبحانه تكفل لهذا الدين بالعلاء والظهور، والعز الخالد على الظهور، وانفساح خطته في آفاق المعمور، فلم يزل دولة عظيمة الآثار، غزيرة الأنصار، بعيدة الصيت عالية المقدار جامعة - بمحاسن آدابه وعزة جنابه - معاني الفخار، منفقة بضائع علومه في الأقطار، مفخرة ينابيعها كالبحار، مطلعة كواكبها المنيرة في الآفاق أضوأ من النهار، ولا كالدولة التي استأثرت بقبلة الإسلام ومنابره، وفاخرت بحرمات الله وشعائره واعتمدت بركة الإيمان ويمن
طائره، في خدمة الحرمين الشريفين بالمتين من أسباب الدين وأواصره، واعتملت في إقامة رسوم العلم ليكون من مفاخره، وشاهدًا بالكمال لأوله وآخره.
وإن مولانا السلطان الملك الطاهر، العزيز القاهر، شرف الأوائل والأواخر، ورافع لواء المعالي والمفاخر، رب التيجان والأسرة والمنابر، والمجلي في ميدان السابقين من الملوك الأكابر، في الزمن الغابر، حامل الأمة بنظره الرشيد ورأيه الظافر، وكافل الرعايا في ظله المديد وعدله الوافر، ومطلع أنوار العز والسعادة من أفقه السافر، واسطة السلك من هذا النظام، والتاج المحلى في مفارق الدول والأيام، سيد الملوك والسلاطين، بركة الإسلام والمسلمين، كافل أمير المؤمنين، أبو سعيد. أعلى الله مقامه، وكافأ عن الأمة إحسانه الجزيل وإنعامه، وأطال في السعادة والخيرات
1 / 233