سفرنامه ابن بطوطه
رحلة ابن بطوطة
خپرندوی
دار الشرق العربي
وسلم تسليما وأم الزبير بن العوام ﵁ وأمامها قبر إمام المدينة أبي عبد الله مالك بن أنس ﵁ وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء وأمامه قبر السلالة الطاهرة المقدسة النبوية الكريمة إبراهيم بن رسول الله ﷺ وعليه قبة بيضاء وعن يمينها تربة عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب ﵄ وهو المعروف بأبي شحمة وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب ﵁ وقبر عبد الله بن ذي الجناحين جعفر بن أبي طالب ﵄، وبازائهم روضة قبور أمهات المؤمنين بها ﵅ ويليها روضة فيها قبر العباس بن عبد المطلب عم رسول الله ﷺ وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب ﵈ وهي قبة ذاهبة في الهواء بديعة الأحكام عن يمين الخارج من باب البقيع ورأس الحسن إلى رجلي العباس ﵉ وقبراهما مرتفعان عن الأرض متسعان مغشيان بألواح بديعة الالتصاق مرصعة بصفائح الصفر البديعة العمل وبالبقيع قبور المهاجرين والأنصار وسائر الصحابة ﵃ إلا أنها لا يعرف أكثرها وفي آخر البقيع قبر أمير المؤمنين أبي عمر عثمان بن عفان ﵁ وعليه قبة كبيرة وعلى مقربة منه قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب ﵂ وعن ابنها.
ومن المشاهد الكريمة قباء وهو قبلي المدينة على نحو ميلين منها والطريق بينهما في حدائق النخل وبه المسجد الذي أسس على التقوى والرضوان وهو مسجد مربع فيه صومعة بيضاء طويلة تظهر على البعد وفي وسطه مبرك ناقة النبي ﷺ يتبرك الناس بالصلاة فيه وفي الجهة القبلية من صحنه محراب على مصطبة هو أول موضع ركع فيه النبي ﷺ وفي قبلي المسجد دار كانت لأبي أيوب الأنصاري ويليها دور تنسب لأبي بكر وعمر وفاطمة وعائشة ﵃ وبإزائه بئر أريس وهي التي عاد ماؤها عذبًا لما تفل فيه النبي ﷺ بعد أن كان أجاجا وفيها وقع الخاتم الكريم من عثمان ﵁.
ومن المشاهد فيه حجر الزيوت بخارج المدينة الشريفة يقال أن الزيت رشح هنالك للنبي ﷺ وإلى جهة الشمال منه بئر بضاعة وبإزائها جبل الشيطان حيث صرخ يوم أحد وقال قتلت نبيكم وعلى شفير الخندق
1 / 94