85

سفرنامه ابن بطوطه

رحلة ابن بطوطة

خپرندوی

دار الشرق العربي

المؤمنين ﵄ إلى داره ولا شك أنه هو الخوخة التي ورد ذكرها في الحديث وأمر النبي ﷺ بإبقائها وسد ما سواها وبازاء دار أبي بكر ﵁ دار عمر ودار ابنه عبد الله بن عمر ﵄ وبشرقي المسجد الكريم دار إمام المدينة أبي عبد الله مالك بن أنس ﵁ وبمقربة من باب السلام سقاية ينزل إليها على درج ماؤها معين وتعرف بالعين الزرقاء.
وقت ابتداء بناء المسجد الكريم:
قدم رسول الله ﷺ تسليمًا المدينة الشريفة دار الهجرة يوم الاثنين ليلة الثالث عشر من شهر ربيع الأول فنزل على بني عمرو بن عوف وأقام عندهم ثنتين وعشرين ليلة وقيل أربع عشرة ليلة وقيل أربع ليال ثم توجه إلى المدينة فنزل على بني النجار بدار أبي أيوب الأنصاري ﵁ وأقام عنده سبعة أشهر حتى بنى مساكنه ومسجده وكان موضع المسجد مربدًا لسهل وسهيل ابني رافع بن أبي عمر بن عاند بن ثعلبة بن غانم بن مالك بن النجار وهما يتيمان في حجر أسعد بن زرارة ﵃ أجمعين وقيل كانا في حجر أبي أيوب ﵁ فابتاع رسول الله ﷺ ذلك المربد وقيل بل أرضاهما أبو أيوب عنه وقيل أنهما وهباه لرسول الله ﷺ، فبنى رسول الله ﷺ المسجد وعمل فيه مع أصحابه وجعل عليه حائطا ولم يجعل له سقفا ولا أساطين، وجعله مربعا طوله مائة ذراع وعرضه مثل ذلك وقيل أن عرضه كان دون ذلك وجعل ارتفاع حائطه قدر القامة فلما اشتد الحر تكلم أصحابه في تسقيفه فأقام له أساطين من جذوع النخل وجعل سقفه من جريدها فلما أمطرت السماء وكف المسجد، وكلم أصحاب رسول الله ﷺ رسول الله ﷺ في عمله بالطين فقال: كلا عريش كعريش موسى أو ظلة كظلة موسى والأمر أقرب من ذلك. قيل: وما ظلة موسى؟ قال ﷺ: كان إذا قام أصاب السقف رأسه.
وجعل للمسجد ثلاثة أبواب. ثم سد باب الجنوب منها حين حولت القبلة، وبقي المسجد على حاله حياة رسول الله ﷺ تسليما وحياة أبي بكر ﵁، فلما كانت أيام عمر بن الخطاب ﵁ زاد في مسجد رسول الله ﷺ. وقال: لولا أني سمعت رسول الله ﷺ يقول ينبغي أن نزيد في المسجد ما زدت فيه. فأنزل أساطين الخشب، وجعل مكانها أساطين

1 / 87