278

المدينة يتحينون وصول الركب فيستعدون لذلك ، ويحضرون ما يبايعونهم به من تمر وعلف وجمال وغير ذلك.

وفي غربي المقبرة المذكورة هضبة فيها نصب ، والحجاج يتمسحون به ، ويتطارحون عليه ، ويكثر زحامهم عنده (1)، ويتكلفون الصعود منه إلى أعلى الهضبة ، فيقاسون فيه شدة لضيقه ، [87 / ب] وقلما يتخلص منه الصاعد فيه حتى يأخذ بيده شخص آخر (2) على الهضبة ، ويذكرون في ذلك أشياء مالها أصل ، وكذلك يصنعون في موضع آخر قريب من بدر ، على يمين الطريق فى هضبة بحرف الوادي ، وهنالك شبه غار ويذكرون تخرصا (3) أنه الغار الذي دخله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضياللهعنه حين هاجرا (4) من مكة ، وذلك باطل فإن الغار المذكور بجبل ثور (5) قريبا من مكة وفي ناحية الجنوب منها ، وهو أشهر وأعرف من أن يعرف به.

ومن جملة غرائبهم تسميتهم بدرا ببدر وحنين ، فلا ينطقون بهما إلا مقرونين على أنهما اسم واحد ، واشتهر ذلك عندهم حتى صار في حيز المقطوع بصحته ، وفشا ذلك على ألسنة الخاصة والعامة حتى لقد أوهم اشتهاره الفقيه ناصر الدين رحمه الله على جلالة قدره ، فذكر حنينا مع بدر في رسالة له وقد مضى ذكر فصل منها ، وليست غزوة بدر من غزوة

مخ ۳۴۷