* [لقاؤه لشرف الدين الدمياطي]
ولم أر بهذه المدينة على كثرة الخلق بها أمثل وأقرب إلى الإنسانية ، وأجمل معاملة ، من الشيخ الفقيه ، المحدث ، الراوية ، المسند ، المفتي ، الثقة ، الضابط ، شرف الدين ، ذي الكنيتين أبي محمد وأبي أحمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدمياطي (1)، المحدث بالمدرسة الظاهرية (2) حفظه الله وهو شيخ وسيم أبيض ، ذو صورة مقبولة ، وهيئة حسنة ، وركانة ، وحسن خلق ، وسراوة همة (3)، راوية جماعة ، مقيد ، ضابط ، حافظ ، رحل في طلب العلم ، ولقي من أهله أعدادا ، وجمع ، وألف ، وروى حتى صار أوحد وقته في ذلك ، وله «معجم» في أسماء شيوخه ، ومن لقيه وأخذ عنه في أي فن كان ؛ كبير في أربعة أسفار. وسمعته يقول : إنهم ينيفون على ألف ومئتين وسبعين. فقال له بعض الحاضرين : وهل كانوا كلهم أئمة؟ فقال لهم : لو لم أكتب إلا عن العلماء الأئمة ما كتبت عن خمسة. ونشأته بدمياط ، مدينة هي قاعدة ريف مصر ، وعندها يصب بحر النيل في البحر الرومي (4)، وتقييدها : بدال مكسورة وبعدها ميم ساكنة وياء باثنتين تحتها بعدها ألف وطاء ، والدال والطاء مهملتان. وأكثر الناس يعجم الدال منها ، وقد سألته عن ذلك فقال : إعجامها
مخ ۲۸۹