128

رجائها حوضا ولا نهرا ، ولا تجتلي روضا يحوي نورا ولا زهرا ، بل هي «أقفر من جوف حمار» ، (1) وأهلها «سواسية كأسنان الحمار (2)» ، ليس على ناشئ منهم فضل لذي شيبة (3)، ولا لذي الفضل منهم (4) هيبة ، ترى أجساما حاضرة والعقول في عقل غيابات الغيبة ، ملابس يلبسها ليلبس بها من ملابس العيوب العيبة ، إلى بخل لو مازج ماء البحر جمد ، أو خالط الهواء سكن في آذار وركد. وخلق يضيق به متسع الفضاء ، ونزق يحق له في ذمهم كشف الغطاء. وأذهان أربت في الضيق على الخاتم ، سواء لديها (5) من حارب ومن سالم : [السريع]

كأنهم من ضيق أفهامهم

لم يخرجوا بعد إلى العالم

فسبحان من خلقهم (6) وأهل تونس في طرفي نقيض ، أولئك في الأوج وأولاء في الحضيض.

مخ ۱۸۵